الحياة سعودي مهنة المحاماة من أشهر المهن وأرقاها في العالم، لما تحمله من رسالة سامية ونبيلة من نصرة للمظلوم وإحقاق للحق ورد للأمانات إلى أهلها. وقد ازدهرت تلك المهنة في الآونة الأخيرة وأصبح الإقبال على العمل بها في وطننا متزايداً من طلاب الحقوق (خريجو الشريعة والقانون)، إلا أن طبيعة المهنة وما تحتاج إليه من خبرات ومهارات لا تكتسب إلا عن طريق الممارسة العملية، وهو ما يفرض علينا واجباً في تعزيز رغبة الطالب في تدريبه لدى مكاتب المحاماة أثناء مرحلة دراسته. ومن سبل تحقيق هذه الرغبة، ينبغي لكليات الشريعة والقانون أن تلعب دوراً مميزاً في هذا الجانب، عن طريق الاستعانة بالنماذج التطبيقية الموجودة في الدول المتقدمة. وأجد الكليات القانونية الأميركية نموذجاً يمكن الاستعانة به، إذ أعطت هذا الأمر أهمية بالغة، فقد أسهمت في تهيئة الطريق نحو اكتساب المهارة والخبرة لطلابها، عن طريق جملة من الطرق منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- إنشاء مكتب بكل كلية يسمى Career Services Office من مهامه الأساسية: مساعدة الطالب في إيجاد فرصة تدريبية في أحد مكاتب المحاماة. 2- منح مكاتب المحاماة فرصة إجراء المقابلات مع الطلاب المميزين واختيار العناصر المناسبة منهم، وفقاً للتنسيق الآتي: -توفير فرص المقابلات الشخصية بين مندوبى مكاتب المحاماة من كل مكان (نيويورك، واشنطن..) وعدد من الطلاب ممن اجتازوا السنة الأولى. 3- التواصل المباشر، خلال أسبوعين من المقابلة، مع من تم قبوله للتفاوض بشأن التدريب، على أن يلتزم الطالب المتفاوض معه بالرد خلال مدة محددة في حاله قبوله، كي لا يحرم بقية الطلبة من فرص أخرى. ومن أهم الإيجابيات التي يستفيد منها الطلبة المتدربون: اجتماع مسؤولي المكتب بالمتدرب، بعد نهاية فترة تدريبه، ومنحه عرضاً (حالة رضاهم به) يحتوي على مبلغ الراتب، وعدد ساعات العمل...إلخ، على أن يحدد العرض بأجل مسمى. مدى إمكان التطبيق في واقعنا: لا أجد عائقاً يحول دون إمكان التنسيق بين مكاتب المحاماة وكلياتنا الشرعية والقانونية؛ لإتاحة فرصة التدريب لطلابنا المميزين ممن هم في أواخر سنوات الدراسة، على أن يكون ذلك في فترات الصيف مع احتساب مدة التدريب ضمن الساعات المقررة على الطالب، وإلزام كل مكتب بإعطاء الطالب قضايا يكتسب الخبرة بها (عدم استخدامه معقباً)، على سبيل المثال التنسيق مع المكتب في منح الطالب شهادة، تقيم قدراته وكفاءته المهنية ترسل إلى الكلية وتؤخذ في الاعتبار. ولا شك في إيجابيات هذه الفكرة التي ستنعكس على مكاتب المحاماة والطلبة المتدربين. بالنسبة إلى مكاتب المحاماة ستتيح لهم الفرصة؛ لانتقاء الموهوبين من الطلبة، فضلاً عن اتساع شهرة هذه المكاتب بين أوساط المجتمع. وبالنسبة إلى الطالب: ستتاح له فرصة الجمع بين المادة العلمية والعملية، وتساعده في اتخاذ قراره: هل هذه المهنة الخيار الأنسب له؟ كما أن ذلك سينمِّي لدى الطالب الإبداع والتطوير من نفسه في مرحلة مبكرة من العمر. [email protected]