د حبيب بن معلا موقع صيد الفوائد هناك مرض نفسي عند بعض الصحافيين والكتاب اسمه (متلازمة الصحوة)؛ فتجد الواحد منهم ينسب كل مصيبة يمر بها على الصعيدين الأممي والشخصي إلى (الصحوة ) ، وتجده يهذي ب(الصحوة ) و(الصحويين ) في كل حين يقظة ومناما؛فلو ثار بركان في أقصى الشرق قال : هذا من (الصحوة ) وبدأ يرصد الظواهر المصدقة لكلامه ويستشهد بخطرات أخدانه ممن يحمل الفيروس ذاته ، ولو خسر في سوق الأسهم لنسب ذلك إلى (الصحوة)، بل لو خسر فريقه في كرة القدم لثارت ثائرته وجعل السبب الوحيد لهذه الخسارة (التيار الصحوي). فما الذي ياترى سبب هذه الفوضى العقلية وجعل هؤلاء يتخوضون في الناس تصنيفا وعبثا وينعون على الأمة أن تصحو بعد غفوة ؟؟؟ ثم هل هؤلاء يفهمون معنى الصحوة أم يهرفون بمالا يعرفون؟؟ثم ما معالم هذا الكائن الخرافي الذي يسمونه (الصحوة ) وينسبون إليه كل مصائب الدنيا ؟؟ ولماذا هذا الموقف الحاقد الموتور من هذه العودة الفطرية من جماهير الأمة للإسلام؟؟ كل هذه الأسئلة كانت تخطر في ذهني مع كل إطلالة على صحافتنا اليومية ونظرة في كتابات كثير ممن سوغ له انحرافه أن تكون له زاوية يصب فيها قيحه كل حين مصادما الأمة في أعز ماتملك ..ولم أكن أملك إجابة لكل هذا فكتبت هذه المقالة لنفكر معا حتى نجد إجابات شافيات .. بادئ ذي بدء لابد أن نتحدث في مفهوم هذه (الصحوة).. إن الصحوة تعني بكل وضوح وبعيدا عن أي معنى انكفائي أو تحزبي : ( عودة المسلمين إلى دينهم) أو بالمعنى الإنساني : (ظاهرة العودة العالمية للتراث الروحي ) ، وهي موجودة في جميع الديانات بعد سيطرة المادية الملحدة لعشرات السنين عاد الناس إلى تراثهم الروحي كل أمة وفق تراثها ؛ فالمسلمون عادوا إلى الكتاب والسنة ، واليهود عادوا إلى تلمودهم الوثني ، والنصارى إلى صلبانهم النتنة، والرافضة إلى قبورهم الدارسة ، وهكذا .. فالأمر لا يعدو أن يكون عملية تصحيحية للمسار ؛ فبعد أن جرب المسلمون القوميات الإقليمية والتيارات الإلحادية والماديات المنحرفة .. وبعد أن كانت المساجد مهجورة إلا من كبار السن والمرضى وبعد أن كان قصارى أمل الكهل والشاب عندنا أن يذهب إلى لبنان أو إيران أو الحبشة ليلغ في المحرمات وبعد أن كان الغناء والطرب يصم الآذان وينشر الرذيلة وبعد أن كان المسلم الحق يبحث في كل بنوك الدنيا عن مصرفية إسلامية بعيدة عن الربا فلا يجد وبعد أن كان الناظر يبحث في بعض العواصم المسلمة فلا يجد محجبة على الإطلاق ، وبعد أن .. وبعد أن.. وبعد أن .. عاد المسلمون إلى دينهم وامتلأت المساجد من جديد ونبضت العروق الطاهرة بدماء جديدة وصار الفاسق ينكفئ بفسقه ولا يظهره حياء من الناس وظهرت الدعوة المباركة لأسلمة الاقتصاد والفكر والثقافة والأدب والحياة وفق منهاج الله تعالى وكثرت نماذج عودة المخالفين لدين الله تعالى من الفنانين وغيرهم إلى الكتاب والسنة وانتشر الخير وكثر الحجاج والمعتمرون بعد أن كاد بيت الله يهجر... بل ظهر التميز في جانب العلوم التطبيقية والتجريبية البحتة ، ورأينا متفوقين في الطب والحاسوب والفيزياء والفلك والهندسة وغيرها ممن يعالن بانتمائه لدينه الحق وأمته المباركة ووطنه الطاهر بعيدا عن الخونة الذين ظنوا العلوم المادية المعاصرة ملازمة للمروق من الدين وخيانة الوطن.. هذه هي الصحوة .. ليست الصحوة حزبا سياسيا ولا جماعة معينة بل هي عودة فطرية لهذا الدين العظيم من هذه الجماهير المتعطشة للهدى والحق ، وكل الذين باركوا هذه الصحوة ودعموها إنما كانوا يريدون الخير لهذه الأمة ولا يفهمون الصحوة كما فهمها مرضى الصحافة النفسيون .. إن من أكبر الذين أسهموا في هذه الصحوة المباركة بأعمالهم الجليلة : فهد بن عبدالعزيز (سقى الله قبره شآبيب الرضوان).. ولو نظرنا لعمل واحد من أعماله وهو : توسعة الحرمين لعلمنا أن من أسباب عودة كثير من المسلمين لدينهم تسهيل الوصول إلى تلك الديار الطاهرة فأقبل الناس عليها وعادوا بنفوس راضية تحب الدين وتنصر الملة .. هذه هي الصحوة .. هي إقبال وصدق وطهر ، وكل الذين يهاجمونها إما غير مدركين لما يقولون أو تحترق قلوبهم من هذه الصحوة التي حرمتهم من المعالنة بالموبقات والفواحش.. إننا نرى ظلما فادحا يمارسه بعض مرضى الصحافة على الأمة بأسرها حين ينسبون عملا تخريبيا أو شذوذا تكفيريا إلى هذه الصحوة الفطرية التي تشمل كل بيت .. والعجيب الغريب أن القنوات المشبوهة والصحف المهاجرة وبعض الصحافة المحلية وبعض المسلسلات التافهة التي يراد لها أن تكون انعكاسا لمجتمعنا كلها تُجمع على حرب هذا التدين الفطري في المجتمع وتقف ضده .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..