عبدالحليم البراك مكة أون لاين - السعودية قابلت ابن شقيق عنترة بن شداد (608م)، وعكس توقعاتكم، فقد كان الشاب أبيض وسيما، بخلاف عمه العنيف العاشق الأسود، عنترة بن شداد، وتجاذبنا أطراف الحديث في أحد كوفيهات بريدة (لا يوجد كوفي شوب يبيع الكابتشينو في مسقط رأسه: (غاف الجوى). وكان ضمن حديثنا أن عرضت عليه تحديثات الواتس اب الجديدة، وأن (صح) الرمادية تعني أنها أُرسلت، و(صحين) خضراء أنها استلمت، وأن تويتر هو حديث الساعة في العالم، وأن بإمكان الطائر الأزرق الصغير أن يسقط دولا، وتقوم داعشيات بسببه! ضحك ابن شقيق عنترة بن شداد ضحكة مقرونة بقهقهة جاهلية مقيتة - كتلك التي في المسلسلات - وقال: - لا (تهايط عليّ)، (استغربت أن مصطلح المهايط وصل للعصر الجاهلي)، أما الواتس اب الذي تسبّحون بحمد جنونه صباح مساء، فإنه لدينا قبل آلاف السنين نسميه (توارد الخواطر)، نرسل (توارد أفكارنا شعرا)، ويعود لنا شعرا من حبيبتنا، ولك في عمي عنترة خير مثال. - لأن العاشق يعلم أن معشوقته استلمت – بالتخاطر – رسائل عشقه (صح رمادي)، وتعيد له الرسالة (بحديث الروح) (صحين أخضر) معها صورة ومقطع فيديو أو صوتها الناعم (بمرسول الشعر) ووحي جنون الشوق (ثلاث صحات زرقاء إن شئت!!)، وإلا فكيف وصل جنون عمي لمعشوقته؟! - لا أدري لكنني آمنت بالحب، أكمل.. - أما تويتر فإن لنا أسواقا كسوق عكاظ، وفي (الديرة) (يقصد غاف الجوى) أسوة حسنة، فقد قال عمي شعرا عملت له العرب ريتوت (الريتوت هو تناقل الشعر)، وحفظه الناس وهو (التفضيل) قبل أن يظهر المدعو تويتر. المهم أن ابن شقيق عنترة بن شداد ذهب من الكوفي منتصرا عليّ، وعلى تويتر وعلى الواتس اب وتحديثاته وانتصر الشعر وهُزمت التقنية الحديثة!