- ما إن وصلت "أم ليث" من إنجلترا إلى سوريا حتى وضعت عدة صور لها على حسابها في "تويتر"، متلفحة بسواد الزي الشرعي الذي يفرضه "داعش"، تثبت أنها أصبحت في الرقة حيث "الدولة الإسلامية" كما تسميها، وتظهر في إحدى هذه الصور بجانب صديقتيها "أم حارثة" و"أم عبيدة" اللتين هربتا أيضاً نحو سوريا للزواج من مقاتلي داعش. تخاطب "أم ليث" على صفحتها ذات الألفي متابع، النساء الغربيات اللواتي يرغبن لو يحذين حذوها فيما تسميه "الهجرة"، وتدعوهن لعدم المبالاة بوصف "جهاد النكاح" الذي سيطلق على "هجرتهن"، الأمر صعب في البداية، وعليكِ أن تتحملي الإهانات وكذلك الضغوط العاطفية من أجل أن تكوني جزءاً من "الدولة الإسلامية" وزوجة ل"مجاهد"، تخاطبهن "أول اتصال هاتفي مع أهلك بعد تجاوزك الحدود سيكون أصعب شيء تفعلينه في حياتك على الإطلاق، حينها ستسمعينهم يترجونك بشكل جنوني من أجل أن تعودي". "هذه المشاق لن تذهب هباء، فالثمن الذي ستحصلين عليه كبير جداً بعد "هجرتك"، ستصبحين أخيراً زوجة لشهيد، وستتملكك مشاعر يعجز اللسان عن وصفها، إذ "لا توجد طريقة لوصف شعور الجلوس مع الأخوات في انتظار أخبار عمّن منكن سيحظى زوجها اليوم بالشهادة"، كما تترجم "العربية.نت" عن إحدى تغريدات "أم ليث". وفي تغريدة ثانية: تقول أم ليث: "للهجرة أصول وقواعد، ليس هناك من داعٍ لاتخاذ الطرق الالتفافية، سافري بأقصر الطرق واعبري الحدود، ثم عليكِ أن تتصلي بإحدى الأخوات من "كتيبة الخنساء" النسائية التي أنشأها داعش، وذلك بمجرد أن تصلي إلى وجهتك في سوريا، كما أن "هناك قواعد واضحة تخصّ الأخوات غير المتزوجات حينما ينوين الهجرة، يجب عليهن أن يبقين في مقر الأخوات حتى يحصلن على محرم ويتزوجن". ولا يختلف مضمون الصفحات الأخرى من صديقات "أم ليث"، ف"أم حارثة" و"أم عبيدة" يكتبن أيضاً باللغة الإنجليزية، ويعرّفن عن أنفسهن كعضوات في "كتيبة الخنساء"، وبين تغريدة وتغريدة تدعو النساء للهجرة، هناك تغريدة تظهر ما يرينه عظمة "الدولة الإسلامية" و"الخليفة" من خلال الصور أو أخبار الانتصارات، لقد كانت الصورة التي تظهر فيها كومة من رؤوس فصلت عن الأجساد أجمل هدية قدمها أزواجهن لهن بمناسبة العيد، كما تقول إحدى التغريدات. وفق "العربية نت". ليس من المعروف ما إذا كانت هذه الحسابات وهمية أو تمثل نساء حقيقيات، هي تبث صوراً مأخوذة فعلاً من داخل سوريا لنساء لا يظهر منهن شيء سوى العباءات السود، ولا شيء حقيقة يدعو لافتراض أنها غير حقيقية، إلا أن المهم في الأمر أن هذه الحسابات باتت تشكل في النهاية ما يشبه الشبكة الإلكترونية التي تستهدف نساء الغرب، تدعوهن للذهاب إلى "داعش"، ومن ثم تشرح الخطوات التي يجب أن يتم بها ذلك، وتناقش الصراعات النفسية والاجتماعية التي تواجهها الفتاة قبل أن تتخذ قرارها. تعدد جريدة "ذا ديلي بيست" مجموعة من الحوادث الموثقة عن فعالية هذا النوع من الشبكات في استدراج النساء، ففي شهر يونيو الماضي، أقرت وزارة الداخلية البريطانية بأن عدداً من النساء قد ذهبن إلى سوريا للانضمام لداعش، يُعتقد أن عددهن لا يتجاوز ال10، إلا أن الأعداد الحقيقية قد تفوق ذلك. وفي أبريل الماضي، اختفت فتاتان نمساويتان، تتراوح أعمارهما بين 15-16 عاماً، ثم عادتا للظهور في سوريا، وفي شهر مايو، تسلل توأم بريطاني (سلمى وزهرة) تبلغان من العمر 16 عاماً من منزلهما في مانشستر، وسافرتا إلى سوريا، وفي يوليو اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي في أميركا ممرضة تبلغ من العمر 19 عاماً تحولت إلى الإسلام، وكانت تتوجه نحو تركيا من أجل العبور لسوريا، بعد أن تم تجنيدها على الإنترنت بوساطة شبكات شبيهة.