في العشق الصادق يكون لاسم الحبيب مذاق الشهد وطعم الحلا.. فالزوجة التي تحب زوجها تردد اسمه كثيراً في حديثها، بشعور وبدون: (قال علي.. يقول علي.. ذهبت مع علي للسوق) إذا كان اسمه (علي) مثلاً.. والعشاق يحبون اسم من يعشقون، فهو الذي زيّن اسمه، وإذا استطاعوا التصريح به لم يترددوا بل فعلوا وزادوا وأعادوا.. (ولقد دخلت علی الفتاة الخدر في اليوم المطير.. الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير.. فدفعتها فتدافعت مشي القطاة إلى الغدير يا هند من للمتيم.. يا هند للعاني الأسير.. ما شفّ جسمي غير حبك فاهدأي عني وسيري،، وأحبها وتحبني.. ويحب ناقتها بعيري..) فهذا يوم كامل الأوصاف غاب عزاله وطاب صفاؤه!! والعجب من هذه الرقة والترف في شعر المنخل اليشكري وهو في العصر الجاهلي! وعنترة بن شداد لا يفتأ يذكر اسم محبوبته (علبة) ويردده في شعره فيحس بالود والجمال وأنها معه حتى في المعلقة! (يا دار عبلة بالجواءِ تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي) وفي المعركة: (هلا سألتِ الخيل يا ابنه مالك إن كنت جاهلة، بما لم تعلمِ يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنمِ ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرقك المبتسم) ويبدو الشعر الجاهلي أكثر وضوحاً وحداثة من الشع المعاصر. وهناك عشاق نسبوا أسماء المعشوقات لكثرة ترديدهم أسماءهن (مجنون ليلى، جميل بثينة، كثيرة عزة). وإلى وقت قريب كان كثيرون في مجتمعنا لا يمكن أن ينطقوا اسم الزوجة.. يعتبرونه عيباً!! وكان بعضهم لا يناديها باسمها أبداً (هيش) هكذا يقول ولا أدري ما دلالة (هيش)!!؟! كأنها مشتقة من (الهش) على الغنم!!