الشرق - السعودية أرجوكم لا تلوموا الغرب حينما يستفيد باستمرار من أوضاع العالم العربي المتردية والحرجة منذ ستين سنة؛ الغربيون تجار شنطة كبار كما تعلمون، ونحن أشبه بالبضاعة الرخيصة التي يهرول إليها الجميع كي يستثمروا فيها.. فلا تلوموا التاجر الشاطر حينما يحرص على الكسب، وحينما يذهب إلى البازار المضمون.. بل لوموا من جعلنا بضاعة رخيصة وبازاراً مضموناً لكل أحد. الغرب الذي تطالبونه دائماً بأن يخلصكم من أبنائكم العصاة الذين خرجوا على الأعراف والقوانين، وتطالبونه بمشاركتكم في التنمية والازدهار؛ يأتي في كل مرة بناء على رغبتكم الجماعية الجامحة، ولم يأتِ إليكم من تلقاء نفسه إلا نادراً.. هو لا يغزوكم كما يعتقد بعضكم بل أنتم من يستدعيه ويهيئ له المسرح، وثمة فرق، وهنا الذكاء؛ ذكاؤه هو لا أنتم!! لا تظنوا أيها العرب أن العالم في خدمتكم وتحت أمركم، وأنه يأتي لتنفيذ رغباتكم وحمايتكم دون مقابل؛ العكس هو الصحيح، ولذلك عليكم أن تتحملوا تبعات مجيئه وذهابه، وأن تقطعوا أسباب احتياجكم إليه إن كنتم جادين، وأهمها في هذا العصر أنه يأتي كي يخلصكم من الإرهابيين الذين صنعهم لكم صناعة تاجر ماهر.. اسألوا أنفسكم ماذا قدمتم أنتم إلى العالم غير التاريخ المجيد وغير الطغاة؟ هل لديكم وقت للعمل الجاد الذي يخرجكم من موجات الإرهاب والتخلف في هذا العصر؟ هل قمتم بشيء مفيد يشعركم أنكم شركاء محترمون للعالم؟ الواقع لا يحتاج إلى شرح، والطغاة الذين يبيدون شعوبهم منكم لا من الغرب، والتجار يستثمرون في طغاتكم بخبث!! من أخطائكم أيها العرب يُرزق الغرب، ويبيع أسلحته ويمرن طائراته فوق سماواتكم، وأنتم من يدفع التذاكر وما يلزم.. أليس الأولى بكم أن تراجعوا أنفسكم بدل إلقاء اللوم على الغرب؟ ألم تفكروا ولو لمرة واحدة لماذا تتكرر مآسيكم بالطريقة نفسها منذ ستين سنة؟