لا تلوموا من ارتكب مخالفة ضرب طلاب متوسطة وثانوية الأبناء في وادي الدواسر، ولكن لوموا النظام الذي أصدر قراراً بمنع الضرب في المدارس دون أن يسن العقوبة وينفذها. لا تلوموا المراهق الذي يعاكس السير في الطرق السريعة داخل المدن ويقفز فوق الأرصفة، ولكن لوموا النظام الذي أهمل هؤلاء ولم يطبق ضدهم عقوبات صارمة. لا تلوموا السيل الذي التهم البيوت والناس والسيارات، ولكن لوموا من فسح البناء وأجازه في بطون الأودية والشعاب. لا تلوموا سرير المستشفى الذي أخرج لسانه لمرضاكم وهو يهرب، ولكن لوموا النظام الصحي الذي انشغل بالإعلام والصور. لا تلوموا الملف الأخضر (العلاق) الذي يضيع في دهاليز التوظيف، ولكن لوموا عثة الإهمال والواسطة التي أكلت فرصتكم في العمل. لا تلوموا العمالة الوافدة التي التهمت مقدرات بلادكم، ولكن لوموا الجهة التي فتحت لهم جميع أوجه الرزق وقيدته عليكم. لا تلوموا المسافر الهارب إلى بلاد كي يتنفس فيها، ولكن لوموا الجهات التي صادرت الهواء في بلادكم. لا تلوموا المرأة التي سوّلت لها نفسها، ولكن لوموا النظام الذي جعلها معلّقة بضع سنين. لا تلوموا جيوبكم وأنتم تدفعون على علاجكم في المستشفيات الخاصة، ولكن لوموا الذي عرف كيف يمنح الوافدين تأميناً طبياً دونكم. لا تلوموا رحلات الخطوط المتأخرة وضياع مواعيدكم المهمة، ولكن لوموا من أسند عمل الناقل الوطني إلى شركات خاصة وطارئة. لا تلوموا المدارس الأهلية التي ترفع رسوم أولادكم كل عام، ولكن لوموا دخلكم الذي لم يزد منذ ألف عام. لا تلوموا تجار العمالة المنزلية الهاربة، ولكن لوموا من خطط لقفل الاستقدام منذ عامين وأكثر. لا تلوموا تجار الأراضي ومدبري المضاربات العقارية، ولكن لوموا من ترك نصف المدينة أراض بيضاء شاسعة لا تعرف من يملكها. لا تلوموا الأطباء النفسيين الذين انتشرت عياداتهم وامتلأت جيوبهم، ولكن لوموا الظروف التي جعلت أكثركم يكلّم نفسه مراراً، ويسمع ضحكات أناس غير مرئيين. لا تلوموا الفتيات العوانس وهن يتكدسن في المنازل، ولكن لوموا أحلامهن برجال لم يكفوا عن الحلم بوظيفة معقولة. لا تلوموا شركة الكهرباء التي تفصل الخدمة عن بيوتكم في الصيف، ولكن لوموا مكيفاتكم التي لا تخجل من الهدير، وجيوبكم التي لم تساعدكم على السفر. لا تلوموا منتخبكم الوطني وهو يعتاد الخمسة والثمانية، ويتعثر أمام اليمن ولبنان وبنغلاديش، ولكن لوموا الإدارات التي تمنح أشباه اللاعبين ملايين الريالات. لا تلوموا من ارتكب مخالفة ضرب طلاب متوسطة وثانوية الأبناء في وادي الدواسر، ولكن لوموا النظام الذي أصدر قراراً بمنع الضرب في المدارس دون أن يسن العقوبة وينفذها. لا تلوموا المراهق الذي... يبدو أنني بدأت أكلم نفسي، وأعيد كلامي. سأتوقف عن الكلام، ولوموا أنتم كما تريدون!.