الحياة - سعودي لا يمكن أن يخفي الإنسان الذي يسعى للنجاح المهني، أن فوزه المهني ونجاحه الفني الموضوعي يطربه أكثر من أي مقابل مادي، لكن السؤال الأبرز هو يكمن في كيفية قياس النجاح أهو بالدخل المادي الأكبر أم بعدد العملاء والأعمال أم بالإتقان والمهنية العالية؟ يختلف الناس في قياس النجاح وتقديره، وكذا السعي له وتحقيقه، بينما يتفقون في تمنيه ورجاء الوصول إليه، والمحاماة كذلك؛ ففيها الناجح والأقل نجاحاً وربما من لم يحالفه الحظ بالنجاح. خلال سنوات قليلة من العمل في القضاء الواقف وقبله أكثر من عقد من الزمان في القضاء النافذ بالمحاكم أحسب أن مقاييس النجاح في هذه المهنة تكون بمدى السعي لإتقان العمل وتجويده مع التحلي بالمسؤولية والجدية، والتي تسبقها قوة التكوين العلمي والمعرفي المتقن، مع كل الوسائل المعاونة الأخرى من سائر القدرات والمهارات وفن الاتصال وغيرها من الوسائل التي تعين على تحقيق هذا الهدف. فلا يقتصر النجاح المهني على إرضاء العميل كما قد يظن البعض، إذ إن المحامي والطبيب وغيرهما من أصحاب المهن يسعون لمصلحة طالب الخدمة، فقد تكون مصلحته أحياناً في ما لا يحب، فالمحامي حينما يكون موكله على خطأ فمن الواجب المهني عليه أن يكشف له مركزه القانوني وينصح له ويطلب منه تصحيح الخطأ والرجوع عنه. إن اختيار القضية العادلة هو المرحلة الأولى لكسب القضية والفوز بها، لاسيما إذا اجتمع مع ذلك التخصص الدقيق والجدية والمسؤولية والاعتناء البالغ بالموضوع محل الاستشارة أو التقاضي. لا شك في أن النجاح المهني بوابة لكل ما سبق، سواء كان على الصعيد المالي أم غيرها مما قد يطمح إليه الناس، الأهم هنا هو أن تسجل نجاحك المهني هدفاً مكتوباً وتكتب لهذا الهدف الرئيس عدداً من الأهداف التفصيلية، وستكون سائر أشكال وصور النجاح التي يرونها الناس متحققة بتحقق ذاك الهدف الأصيل. * محامٍ ومستشار قانوني [email protected]