مال - السعودية لمن يظن أن في العنوان مبالغة ويطلب عدم التعميم أقول له أنظر حولك فقط . نعم هناك البعض يقرأ ويعمل (انتاج وثقافة حقيقيين ) ولكن الأكثرية بعيدة عنه . عدد سكان المملكة يبلغ حدود 30 مليون نسمة ( ثلثهم أجانب ). مالذي يفعله 10 مليون أجنبي في المملكة ؟ على حسب دراسة لرواتب العمال الأجانب في المملكة ، تبين ان نسبة من يتقاضى راتباً أقل من ألفين ريال هي 86 بالمئة (أكاديمية الجزيرة العالمية). بمعنى أن الغالبية الساحقة هي لوظائف لاتحتاج تعليم عال ( خدمية بشكل عام ). تتركز الوظائف في قطاعات مثل : العمالة المنزلية ، التشييد والبناء ، عمالة المطاعم والمصانع ومايماثلها. مالذي دفع بالمواطنين لاستقدام كل هذا العدد لخدمتهم ؟ التساهل في منح التأشيرات واستغلال البعض للثغرات في الانظمة لاغراق السوق انخفاض تكلفة الرواتب نسبيا ساهم في تضاعف أعداد العمالة خلال السنوات القليلة الماضية. عدم توفير التسهيلات للمواطنين (أنظمة وبنية تحتية) التي تساعد على الاعتماد على أنفسهم . هل نحتاج لهذاا العدد بالفعل . لاأظن ذلك . لنطرح السؤال بطريقة أخرى ، كم كانت نسبة الاجانب قبل الطفرة النفطية وماذا كانت نوعية الكتب والثقافة المنتشرة ؟ ماذا كاننت أمنيات أطفال ذلك اليوم ومالذي تحولت له ؟ بعد أن كان الاساتذة ،الأدباء ، المهندسين، والأطباء هم وجهاء البلاد ويستلهم منهم اخوانهم طريق المعرفة والخبرة ، أصبح الشغل الشاغل للمجتمع متابعة أخبار الرياضة والمسلسلات والبحث عن جديد أبطال الكييك وغيره من المشاهير الجدد. مصدر الأخبار الرئيس أصبح اشاعة واتساب لاأصل لها ولا أساس . علميا ، منتهى طموح الأكثرية من أبنائنا بعثة خارج المملكة يلتحق فيها بأسهل تخصص ممكن بأبسط جامعة. الهدف الأساسي استغلال فرصة عصر المنح الدراسية للتمتع باجازة في دولة جميلة متطورة وفوقها راتب يستلمه . في الغالب يقوم بترتيب أموره مع أساتذه أشباه الجامعات ويتخرج وحصيلته العلمية لاتتجاوز رؤؤس أقلام من المناهج التي بالكاد يتذكر عناوينها. أما الجزء الآخر فهمه الأول فتح سجل تجاري واستقدام عمال من الخارج لكي يتربح من بيع التأشيرات و وبعدها يتكسب من المدخول الشهري الآتي من كفالته لهم. ومن به جزء من النشاط فتح محلا بإسمه ولكن إدارته وأرباحه تصب في جيب العامل المكفول. ماذا عن من هو أنشط من السابقين ؟ لن يذهب بعيدا ، فهو سيبحث عن وكالة تجارية تفتح له باب الرزق الواسع. خبرات ،معدات وبضاعة من الشريك الأجنبي ولابأس بمدير أجنبي يحمل عنه تعب الادارة. لاأهدف أن أكون سوداويا ولا أسعى لجلد أنفسنا ولكن وضع مجتمعنا لايجب أن يستمر كما هو عليه . بين تهمة انخفاض انتاجية السعودي ( للاسف فيه درجة من الصحة) ، ضعف التحصيل العلمي والثقافي لجزء كبير من أبناء الوطن وبين اعتماديتنا المتزايدة على الاجانب نتجه للأسوأ. الأجيال تتغير والعلم في تطور والتنافس للكسب يزداد ، سلاحنا الأقوى هو العلم والعمل تطبيقا وليس أماني. كم أتمنى أن أكون مخطأ بوصف حالنا. awalamatar@