- السعودية نؤكد دائما على القول إن خطر التنظيمات الإرهابية لا يقتصر على تهديداتها الخارجية، الخطر -كل الخطر- يكمن في استراتيجيتها التي تعتمد على الاختراق الداخلي لهذه البلاد التي تنعم بالأمن والاستقرار. بدأ الخطر مع تنظيم القاعدة، الذي استقطب الشواذ من أصحاب الفكر الضال، ونجحت المملكة في مكافحة خلايا الإرهاب في أرضها، عبر الضربات الاستباقية لهذه الخلايا، وعبر برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وعن طريق نشر الوعي بين المواطنين عبر وسائل الإعلام، غير أن للإرهاب أثوابا متعددة، كما أنه يظهر في أوجه مختلفة، برز آخرها بعيد الربيع العربي، في دول مثل العراق ومصر وليبيا واليمن وسورية، ليعود بأسماء جديدة مثل "داعش" و"النصرة"، وغيرهما من هذه الجماعات والتنظيمات، التي تفسد في الأرض باسم الدين. التعبئة والتجييش، واستغلال الظروف العصيبة التي تمر بها الدول المجاورة، وسائل يستخدمها المتطرفون للتغرير بالشباب، وحثهم على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، ليصبح أبناؤنا حطبا لحروب ونزاعات وفتن سياسية تحدث في المنطقة. ولأن المملكة وقفت سدا منيعا ضد أجندات المتطرفين، ولأن المولى شرفها بالحرمين الشريفين، ونظرا لما تنعم به من موقع استراتيجي غني بالموارد، فلا تزال هدفا لهذه التنظيمات والجماعات الإرهابية، التي تسعى إلى زعزة أمن هذه البلاد وتحقيق أطماعها فيها، وقد ألقت وزارة الداخلية أول من أمس، القبض على ثمانية مواطنين في محافظة تمير ممن يقومون بالتغرير بحدثاء السن للانضمام إلى المجموعات المتطرفة في الخارج، خاصة بعد تذمر عدد من السكان في هذه المحافظة من هؤلاء المحرضين. وبفضل الله، فإن الجهات الأمنية في هذا البلد الآمن تقوم بواجبها ودورها على أكمل وجه، لحفظ أمن المملكة ممن ابتليوا بأدواء التطرف والإرهاب، ولأن مواجهة الفكر المنحرف واجب ديني ووطني، فإن المسؤولية في هذه المواجهة لا تتوقف على الجهات الأمنية وحدها، بل على كافة الجهات الرسمية، وأيضا على النخب والدعاة والعلماء وأولياء الأمور، في التحذير من خطر الانزلاق إلى ثقافة التعصب، والتبعية العمياء لرموز الغلو ممن يتلبسون رداء الدين، وعليهم الوقوف مع الجهات الرسمية في منع رموز التطرف والإرهاب من الاستئثار بعقول الشباب. حفظ الله هذا البلد من كل مكروه، وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار.