اليوم - السعودية أطلقت الجماهير النصراوية، الموسم الماضي، هشتاق #متصدر _ لاتكلمني، استطاع النصر كمنظومة متكاملة ترسيخ هذه المقولة قولاً وفعلاً، وأن ينشروه في أصقاع الأرض؛ ليتسابق مع الطيور والرياح، وأن يلف الكون ليكون على كل لسان عربي وأعجمي رياضي أو غير رياضي. هذا الهشتاق لم يكن مجرد كلام أو هشتاق جادت به قريحة مشجع ساعة فرح فقط، بل فعل جُسد على أرض الواقع على المستطيل الأخضر وخارجه وفي المدرجات وفي جميع وسائل الإعلام، فقد تميز عمل النصراويين الموسم الماضي كمنظومة متكاملة كل يعرف مهامه وواجباته ويقوم بها على أكمل وجه دون تداخل فيما بينها. الفريق النصراوي اكتسب شخصية البطل منذ الأسابيع الأولى من الموسم الماضي، مما جعل الفوز عليه يعد إنجازا، فشل الجميع في تحقيقه، ليصل الفارق بينهم وبين أقرب منافسيه 9 نقاط. لدرجة أن بعض الفرق كانت تلعب أمام الفريق ولديها قناعة بأن الخسارة واقعة لا محالة، وأن المسألة مسألة وقت لا غير. ورغم ما حل بالفريق في الأسابيع الأخيرة في الدوري من هبوط بالمستوى وظروف أخرى، إلا أن الفريق استطاع تحقيق بطولة الدوري، لضمها لبطولة ولي العهد، التي أوقفوا بها الاحتكار الهلالي لهذه البطولة لست سنوات متتالية. والتصدر وتحقيق الأفضليات لم يقتصر على الفريق فقط، بل إن «جماهير الشمس» حققت أرقاماً غير مسبوقة بالحضور، تفوقت بها على الجميع وفي جميع أنحاء المملكة، وأحدثت نقلة نوعية في المدرجات عبر رسم لوحات بشرية (التيفو) غاية في الروعة والجمال. هذا الموسم وبعد ما اطمأنت الجماهير على الأسماء المستقطبة المحلية منها والأجنبية، من خلال ما شاهده في كأس السوبر، رغم ما صاحب المباراة من أحداث حرمتهم من ضمها لبطولة الدوري والكأس، وما قدمه الفريق من مستوى جيد خلال أول لقاء في الدوري أيضا، رغم عدم اكتمال عناصره جعلهم يطلقون هاشتاق #متحدي_لاتكلمني؛ ليكمل مسيرة ما سبقه، معلنين التحدي لكل ما سيواجهه للاستمرار بتحقيق البطولات. إطلاق مثل هذه العبارات يزرع في نفوس اللاعبين التحدي، وتكون حافزا لهم في تحقيق معانيها، وهي ثقافة جيدة طبقها النصراويون الموسم الماضي وجنوا ثماره، ويعلم النصراويون قبل غيرهم أن تحقيق البطولات وتسجيل الأفضليات لا يتم بإطلاق الشعارات فقط، بل بتجسيد ذلك على أرض الواقع عبر العمل بجد وبذل الجهد والبعد عن التشتت عن الهدف الرئيس، وهو مواصلة مشوار البطولات ومشوار التميز كمنظومة متكاملة تكمل بعضها البعض. لكن ما يحدث هذه الأيام، ينم عن الخروج عن الطريق الصحيح والدخول في أمور تساهم في التشتت والبعد عن تحقيق الأهداف الرئيسة، توتر اللاعبين كان سمة بعض العناصر، الانتقاد للمدرب وطريقة لعبه قبل خوض أي مباراة رسمية، خروج البيانات، عزوف الجماهير عن الحضور. إن أراد النصراويون مواصلة المشوار، فعليهم بالاستفادة مما قدموه الموسم الماضي من عمل متكامل، غير متداخل، وأن يسعوا لمعالجة بعض الأخطاء التي ساهمت في تأخر حسم الدوري، وأن يجسدوا هشتاق ( # متحدي_ لا تكلمني ) قولاً وفعلا.