توجت إدارة النصر عملها المميز الذي بذلته منذ بداية الموسم ببطولتي كأس ولي العهد ودوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين، وتُحسب هاتين البطولتين في المقام الأول للإدارة النصراوية التي غيرت جلد الفريق وصرفت عشرات الملايين عليه من خلال تعاقدتها المميزة التي دعمت بها خطوط الفريق، فالمتابع لتحركات النصراويين كان يدرك بأن إدارة الأمير فيصل بن تركي تنوي إسعاد الجماهير بأكثر من بطولة وهو ما حدث فعلاً.النصراويون كانوا يشتكون في المواسم الماضية من سوء إداراتهم حتى الإدارة الحالية أشتكوا منها في فترة سابقة بل انهم رفعوا البطاقات الحمراء في المدرجات احتجاجاً على استمرارها وكنوع من المطالبة برحيلها من النادي لكنها عندما صححت أخطاءها وعملت بشكل مميز كسبت قلوبهم حتى أنهم استقبلوا خبر عزم الأمير فيصل بن تركي الترشح لفترة رئاسية جديدة بسعادة غامرة، لما لا وهو الذي أعاد فريقهم من جديد إلى معانقة الذهب بعد غياب استمر أعوام كثيرة. عندما تضاعف مجهوداتك وتبذل كل ما لديك فإن الحصاد سيكون مثمراً، في المقابل فإن الأخطاء الإدارية والعمل العشوائي سيقودان فريقك نحو عدم تحقيق هدفك المنشود، هذا هو حال إدارات الأندية بل انه يعكس واقع الإدارة النصراوية التي لم توفق في بداية عملها في النادي، لكنها ما أن لبثت وعادت وعملت بجدية وبتنظيم وبنقاط إيجابية عدة أعادت النادي السابق عهده وأمجاده، وبالرغم من الأخطاء التي وقعت فيها إدارة النصر مع نهاية الموسم والتي كادت أن تتسبب في ضياع حلم النصراويين بتحقيق "لقب الدوري" إلا أنها مجملاً قدمت عملاً كبيراً لن ينساه النصراويون.صحيح أن الوقت لا يزال باكراً للحديث عن الموسم المقبل كون "العالميين" في غمرة أفراحهم ببطولتي الدوري والكأس لكن الإدارة النصراوية لابد أن تدرك جيداً ومن هذه اللحظة بأن الوصول للقمة أسهل من المحافظة عليه، فالفريق تنتظره مشاركة قارية آسيوية في الموسم المقبل تحتاج إلى إعداد من نوع خاص إذا ما أراد الفريق أن يسير فيها بعيداً ويسعد جماهيره بنتائج إيجابية في مبارياتها، كما أن الفرق لن تواجه النصر مثلما كانت تواجهه منذ بداية الموسم إذ ستلعب أمام البطل بأداء مغاير لم يعهده اللاعبون وهذا أمر طبيعي يتعرض لها بطل الدوري، كل ذلك يحتم على النصراويين أن يدعموا صفوفهم بأسماء محلية وأجنبية مميزة والاستعداد للموسم المقبل بشكل أفضل، وإن لم تأخذ الإدارة ذلك بعين الاعتبار فقد تهدم المجد الذي بنته في هذا الموسم. أكثر ما يخشاه النصراويون أن يتكرر مع فريقهم "سيناريو" الفتح الذي حقق في الموسم الماضي دوري "زين" السعودي للمحترفين وكأس السوبر السعودي لكنه ظهر بمستويات متواضعة في هذا الموسم وتحول من بطل يحصد الانتصارات والنقاط إلى فريق يصارع على الهبوط لدوري الدرجة الأولى "ركاء"، ليس كذلك فحسب بل أن ظهوره الآسيوي لا يليق بحامل لقب الدوري السعودي، وعلى الإدارة النصراوية أن تستفيد من درس الفتحاويين فالفريق الذي فرح بالذهب إن لم يؤهل جيداً للموسم المقبل ويُعد نفسياً وعناصرياً سيصطدم جماهيره وعشاقه بنتائج مخيبة للآمال.