عين اليوم - السعودية بين المجاهدين / الإرهابيين في سورياوالعراق تنتشر مقولة لزعيم المجاهدين العرب في أفغانستان عبدالله عزام تقول "لولا العميل في الداخل لما تجرأ علينا العدو من الخارج"، هذه العبارة تختصر الفكر الجهادي الحديث، التفسير الفعلي للعبارة هو أنني سوف اقمعك أو أقتلك أخي وشريكي في الوطن لأنك سبب بلائي وتخلفي، تأمل بعض جامعاتنا، وكليات الشريعة وأصول الدين في السعودية، لتجد نسبة كبيرة من المناهج وطرق وأهداف التعليم هي دراسات داخل الدين الإسلامي لتعزيز حزمة أفكار داخل الطائفة السنية، والذود عنها بإسقاط ما سواها من أفكار وتيارات وجماعات، بمعنى أن الطالب في هذه الكليات، يتعلم أن عدوه الأول هو زميله في الجامعة وأصدقاء طفولته، ثم تخف هذه العداوة كلما ابتعد عن الطائفة. لماذا لا توجه تنظيمات القاعدة أو الجماعات الإسلامية الجهادية قوتها نحو إسرائيل؟، أو في الحالة السورية لماذا لا يُحارب تنظيم "داعش" نظام الأسد بدلاً عن حربه الطاحنة ضد الفصائل الإسلامية الأخرى؟ هذه التنظيمات تتحرك بنفس العقلية التي تحدثت عنها وهي افتراس أقرب شخص يشبهني في نفس الطائفة، الحالة الأفغانية تشبه أختها السورية، شرارة الثورة كانت ضد الحكم الشيوعي ثم تحولت إلى حرب أهلية طاحنة بين فصائل إسلامية. هل تريدون مثالا آخر؟ انظروا الآن إلى التوتر الفلسطيني الإسرائيلي الأخير في غزة، يترصد الآف من السعوديين لكل من يقرأ ويغرد عن حدث غزة بصورة مختلفة، العدو الأول بالنسبة للسعودي ليس إسرائيل، العدو الأول للسعودي هو السعودي الآخر الذي يختلف معه في الرأي، فيبدأ يصفه بالتصهين وأوسخ الألفاظ. هل تريدون مثالا ثالثا وأخيرا؟ جامعة الإمام استضافت أرنولد فان دورم الهولندي المشارك في فيلم المسئ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وتم تكريمه، حسناً هل تستطيع نفس الجامعة التسامح وتقبل استضافة فصيل سني مختلف، هل تستطيع استضافة على سيبل المثال لا الحصر حسن بن فرحان المالكي أو عدنان إبراهيم؟، قريبا في العراق وفي غيرها ستكون معاركنا الجديدة سنية سنية.