مكة أون لاين - السعودية نعرف أن المتحكم بأسعار العقار جملة من العوامل؛ ولعل الأهم هو موقع العقار المعروض للبيع أو التأجير! كما أن المواقع نفسها تختلف درجة أهميتها من موقع لآخر. وتخرج – على باب الله - لتستأجر عقاراً وتستفسر عن أسباب ارتفاع قيمته فيشرح لإفهامك المسؤول عنه جملة من الأسباب منها «شرف» الحصول على «مجاورة» أحد أصحاب السعادة أو غيرهم من المسؤولين! وهذا يعني أنك إنما «تشتري راحتك» بأبخس الأثمان! بل يهنئك بحظك الطيب الذي قادك لمجاورة من يتقلدون المسؤولية في جهات حكومية أو جهات تمّت «خصخصتها» دون أن تفقد سطوتها الحكومية! ويبشرك مبتسماً بحسن الاختيار؛ فجارك الخامس مسؤول رفيع في شركة «ذات السلكين»! ما يعني أنك - وفيما الناس يهرعون لشراء الشموع - لن تضطر لمجاراتهم في التدافع على محلّات تجارية هي مطفأة أيضاً! فجارك بعد الله ضمان لتغذية بيتك بالإنارة والتكييف دون اضطرار لسماع من يبرر لك انقطاع التيار ب»زيادة الأحمال»! بجانب توفير «قرشين» لأنك لن تضطر لإصلاح أجهزتك الكهربائية المتعطلة بسبب «تذبذب» الخدمة المفاجئة ما بين تشغيل وانقطاع! يشير بيده إلى «الفيلا» ذات البوابة الزرقاء ليفيدك بأنه مسؤول بمصلحة «ذات المواسير»! ولذا فلن تعاني من «طفح المياه» أو أي تسريبات قد تصل لتلويث مياه الشرب! وينبهك قائلاً: صحتك وصحة أطفالك هي الأهم! ثم يضيف: «الفيلا» ذات الحوش الكبير المقابلة يسكنها مدير بمصلحة «سقي العروق»! لذا لن تضطر للاصطفاف بال»سرا» من أجل «وايت»! باختصار نضمن لك أنه لا عطش بعد اليوم! وهكذا يستمر مسؤول العقار في تعداد المنافع الكثيرة – للقرب - حسب أهمية المسؤول! وقد يسهب في شرح الإيجابيات أكثر فيما لو أشار بإصبعه نحو قصرٍ يزيّن المكان ليكون صاحبه من ضمن «الجيران»! وصحيح أن ثمن استئجار العقار سيكون غالياً ولكن ما باليد حيلة (فإنما بجيرانها تغلو الديار وترخص)!