مال - السعودية واعني بذلك الإعلانات العقارية، التي تداعب الوهم في اعين الكثير ممن ينجذبون نحوها دون تفكير، ذلك أن الاغراءات الكلامية تجعل من الصعب هينا أمام الاأعين الملتهبه لكل عبارة قد تكون صادقة هذه المرة، فالمواصفات (للعقار المراد توريط البائع به إنما هي كلوحة مشوهة لايكاد يبان العطب فيها إلا بعد فترة زمنية بالرغم من الضمانات لسنوات كثيرة قادمة) تتخذها الشركات العقارية والتي تتعامل مع انتظارنا بعامل المماطلة، الذي تتخذه كاسلوب مباغتة بين كل فترة وأخرى تداعب بها مشاعرنا التي اكتفت من كل هذا الغث والسمين الذي لم يعد يؤتي ثماره مع كل هذا الملل المستمر والمتلاعب بكل ذرة أمل باقية، تلعب بها اعلانات العقار كورقة اخيرة لاصطياد ضحايا جدد للايقاع بهم في مصيدة الديون والقروض التي لاحسيب ولارقيب عليها سوى عندما يخطيء الضحية (أقصد المقترض) الذي يصدق كل شيء، ثم يتورط في ديون لن تنتهي قريبا أبدا، ليبدا مشوار اخر مع مشاكل التسديد، لتكون المصيدة محكمه هذه المرة . إن المتصفح لاكثر جرائدنا المحليه لايكاد يجد سوى اعلانات العقار ، وكأن الحياة ستنتهي ان لم يتفدم احد لهذه الاعلانات ، فتبدأ الحملات من جهة اخرى ، حيث تتفاجأ ان الاعلانات وصلت الى سيارتك، وحتى عتبة بيتك ، واحيانا تجدها في يد طفلك العائد للتو من المدرسة، ومرات تدخل بها عليك خادمتك ( بابا فيه ورق يجيب رزال اند باب ) وهات ياطلاسم لتفهم المقصود ، واحيانا كثيره تجده مع البائع في البقالة، وحتى في عربة مشترياتك، حيث يقذف المحاسب بمجموعة أوراق فيها هذه الشاكلة من الاعلانات المفروضة علينا فرضا لايقبل اي اعتراض مع اغراض البيت التي ابتعتها للتو من السوبر ماركت .! وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل أن اكثر هذه الاعلانات العقارية تتطور لتصل الى الازعاج المفرط، وخاصة بعد ان تكون بعض معلوماتك الشخصية كرقم الجوال مثلا متوفرة لديهم ، لتبدأ دوامة اخرى اسمها (قلة الادب ) في تحديد وقت الاتصال لتفاجأ ان الاتصالات تتعدى الوقت المعقول والمتعارف عليه بين الناس ، حيث يشتكي الكثير من السيدات من ازعاج ( البعض) وليس الكل في اختيار الوقت المناسب ، حيث يكون بعضها متاخر جدا ليكون مثلا بعد منتصف الليل بكثير ، بحجة ان هناك فرصة عقارية سانحة لاقتناصها (يا تلحق يا ما تلحئش)، وفي اغلب الاحيان ليس هناك سوى التسلي بصوت ناعم يدردش معه عن هموم اخرى غير العقار! من المسئول عن هذا الكم الهائل من الازعاجات، وبالأخص بعد موجة الإسكان، ووهم القروض المصيدة اعلانات العقار التي تقتحم علينا حياتنا الخاصة، وتزيد إرباك حياتنا أكثر بمشاكل نحن لسنا بحاجة اليها؟ من المسئول عن هذا التلاعب بخصوصيات الناس، ومن المسئول عن الوهم الذي زاد بكثير عن حده، فاصبح ضجيجا ليس له لغة واضحة سوى التلاعب باحلام الناس وهمومهم ؟ اليس هناك رقابة على هذه الاعلانات العقارية، التي صارت اكثر من الهم على القلب، إلى متى كل هذا ؟