في كل بلدان العالم هناك تنافس بين كل صناعة وتجارة وفق أنظمة متبعة مشرعة تعطي كل ذي حق حقه ولا تسير مصلحة أحد على آخر فالقوانين واحدة والأنظمة واحدة وتطبق على الجميع سواسية ثم يترك المجال هنا للشطارة والذكاء واستغلال الفرص في إطار الأنظمة والتشريعات وهنا يكمن التميز والتفريق بين المنافسين في أي صناعة كانت سواء كانت منتجات وخدمات استهلاكية رئيسية ويومية كالغذاء أو غيرها.ومن خرج عن هذه الأنظمة فإن سوط الرقيب جاهز. عندنا سبحان الله تنقلب كل هذه الأمور ويضرب بها عرض الحائط فالكل يفعل ما يشاء لاحسيب ولارقيب ترتفع الأسعار وتنخفض عيانا بيانا ولا أحد يحرك ساكنا حتى في أهم المنتجات الحياتية.والأشد من ذلك والأعظم أن كل هذا يحدث أمام الجميع وليس عملا بمبدأ(الخش والدس)فمثلا نتذكر قبل سنوات ما حصل لحديد البناء واحتكاره في السوق وتضاعف أسعاره ثم الأرز وبعض المواد الغذائية ومنتجات الأطفال التي ترتفع مرات وتنخفض مرة كل يوم أو يومين مثل سوق الأسهم وكل محل يبيع بالسعر الذي ينفخ جيبه إلى أقصى حد ممكن وأحيانا غير ممكن.ثم بعد ذلك انتقلنا إلى موضة تسديد القروض عبر الجهات الوهمية فشاهدنا كل صرافات البنوك تتزين بملصقات تحمل عروضا لتسديد القروض ومنح قروض جديدة بكل سهولة وسرعة والأقبح من ذلك أن تلك الإعلانات لم تتوقف على الصرافات بل خصصت لها صفحات في بعض الصحف اليومية امتثالا بمبدأ(عيني عينك).الأغرب والأعجب أن بعض القرارات الرسمية تضطر الناس إلى سلك أنظمة ملتوية في غاية الخطورة لتحقيق مرادهم ولاتعاقبهم أبدا كما سأوضح لاحقا. عندنا سبحان الله تنقلب كل هذه الأمور ويضرب بها عرض الحائط فالكل يفعل ما يشاء لا حسيب ولا رقيب ترتفع الأسعار وتنخفض عيانا بيانا ولا أحد يحرك ساكنا حتى في أهم المنتجات الحياتية. والأشد من ذلك والأعظم أن كل هذا يحدث أمام الجميع وليس عملا بمبدأ (الخش والدس). لم تنته القصة ودخلنا في سوق جديد ولكنه هذه المرة ليس ككل الأسواق السابقة تأثيره فقط على الأسعار والمنتجات,بل هو أشد وأعظم,سوق قد تنتقل عواقبه ومصائبه إلى داخل بيوتنا, وهو سوق الخادمات,فبعد كل المشاكل التي حصلت مع إستقدام الخادمات تم قص شريط هذا السوق وتضاعفت أسعارهن أضعافا هائلة خاصة مع حلول شهر رمضان, هذا السوق ان لم توضع له عقوبات صارمة سينخر كل بيت, باختصار بدلا من أن تعمل الخادمة في بيتك وتستلم راتبا مايقارب 700 ريال وخاصة ان كنت علة مثلي كثير الطلبات, يأتيها عرض من أحد مندوبي أو مندوبات هذا السوق للهرب منك مقابل العمل عند آخر براتب أعلى 1000 ريال مثلا وغالبا ما يجد هذا العرض الرائج قبولا,فلك التخيل أن خادمتك قد تختفي في أي وقت,مع أن هذا المندوب يؤجر الخادمة على الكفيل الجديد بأضعاف راتبها ثلاث أو خمس مرات, المسألة لم تنته هنا هل يعلم هذا الكفيل الجديد شيئا عن هذه الخادمة؟عن وضعها الصحي؟هل تحمل أمراضا معدية؟هل هربت من كفيلين أو ثلاثة قبلك وربما أنت الرابع؟ هل هي مطلوبة من جهة أمنية وجاري البحث عنها؟هل من هربت من بيت غيرك تأمن عليها بيتك في غيابك؟وزوجتك وأطفالك وطعامك وأسرارك؟ هذا السوق هو سوق أحمر مليء بالجرائم التي ستنخر البيوت ومن يتحملها هو هذا التاجر أو غالبا التاجرة البائسة والكفيل الجديد وقبلهما كل مسؤول مؤتمن من الله ثم من القائم على هذا العمل وليعلم أنه شريك في كل إثم ومصيبة ستحصل في أي لحظة. ألقاكم الجمعة المقبلة في أمان الله. [email protected]