الشرق - السعودية الذين يلومون دار مدارك على ترجمتها ونشرها كتاب المؤلف الإسرائيلي جاشو تيتلبام؛ ينسون أو يتناسون وجود قنصليات إسرائيلية وسفارات كاملة على أراضيهم، وأظن أن هذا أكثر من تطبيع!! أما الذين انساقوا مع هذه الموجة من السعوديين فهم من الفئة المعروفة التي يُصيبها الجنون هذه الأيام تجاه كل ما هو سعودي، ولأسباب لا يجهلها أحد. سأعيدكم إلى الوراء قليلاً؛ هل تذكرون الكتب التي طبعتها دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية في الثمانينيات؟ لقد قدمت خدمة جليلة للقارئ العربي، ومن خلال هذه الكتب والشخصيات الصهيونية القبيحة عرفنا طريقة تفكير هؤلاء، ومقدار ما يضمرونه من شر، وبالطبع فمعها عشرات دور النشر السورية والمصرية. أتذكر أنني حينما قرأت كتاب «أنا وكامب ديفيد» لموشيه ديان لم أحبه قط بل العكس هو الصحيح؛ إذ عرفت مقدار حقده علينا أكثر من ذي قبل؛ فلماذا عندما تطبع هذه الكتب دار نشر سعودية تتحول إلى رجس من عمل الشيطان؟ بعض العقل يا سادة.. رجاء. سأعطيكم مثلاً آخر؛ كتب هنري كيسنجر المترجمة لا تكاد تخلو منها مكتبة عربية أو منزل مهتم عربي، وأظن أن كيسنجر هو من أبرز رجال الصهيونية الذين عملوا وخططوا ضد كل ما هو عربي وإسلامي؛ فهل يمكن أن نتهم كل من يقرأ كتاباً لكيسنجر أنه من المطبعين مع إسرائيل؟ هذا إفك مبين. المعرفة التي تأتي بواسطة الكتب وليس الفضائيات شيء مهم في صراع طويل وشرس، وإن كنا سننصح أطفالنا غداً بعدم القراءة للمؤلفين الإسرائيليين؛ فسينتصر عليهم أطفال إسرائيل كما انتصر أجدادهم على أجدادنا!! ربما. تركي الدخيل يقدم خدمة لأبناء بلده؛ حينما يمنحهم فرصة الاطلاع على طريقة تفكير مؤلف إسرائيلي تجاههم وتجاه بلدهم، وهي بالضرورة طريقة تفكير مجتمع بأكمله.. فهل أذنب تركي أم إن بعضنا هم المذنبون بتحميل المسألة ما لا تحتمل؟! أما إسرائيل فهي تعرف عنا أدق التفاصيل منذ أكثر من ستين سنة، ولا أظنها تعرفنا من باب المحبة أو العشق الصافي؛ بل من باب «اعرف عدوك»، ولقد كانت هذه المعرفة فاصلة في الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب.. هل لديكم أقوال أخرى؟!! أحترمها مُقدماً.