عن منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق، صدر كتاب: «العنصرية والابادة الجماعية في الفكر والممارسة الصهيونية» لمؤلفه الدكتور غازي حسين، وهو من المؤلفات التي ترصد الفكر الصهيوني والممارسات الصهيونية المتطرفة، ويأتي الكتاب رافداً لمؤلفات عدّة سبقته في هذا المجال، نذكر منها ما يصدر ويرصد بواسطة مركز الدراسات الفلسطينية. وهي الأقرب كونها تصدر من الأرض المحتلة. وان كان المؤلف هو الآخر ليس ببعيد عن هذه الممارسات حيث عانى محنة التشرد منذ عام 1948م. يقسم د. غازي حسين كتابه إلى سبعة فصول حيث يبدأ في مقدمته مبيناً أسباب تأليفه الكتاب فهو من أبناء الشعب الفلسطيني المشرد. وعانى ويلات التغريب والحروب والمجازر الوحشية حيث شاهدها بعين الفلسطيني الدامعة والمتطلعة إلى لحظة انصاف، لذا كان كتابه بمثابة شهادة عصر على هذه المحنة. والباحث الدكتور غازي حسين حاصل على دكتوراة القانون الدولي وكذلك الدكتوراة في الحقوق. وملم بالتعاليم التوراتية وبكل المخططات الصهيونية. في الفصل الاول تناول المؤلف ما يمكن أن يسمى جذور الإرهاب الإسرائيلي التاريخية ومنذ البداية كانت الحركة الصهيونية متسمة بالإرهاب وكانت المنظمات الصهيونية في بداية تأسيس اسرائيل ذات تاريخ إرهابي حافل بالدماء وبالمجازر الجماعية. وهو فكر يرى المؤلف انه مستمد من التراث التوراتي واليهودي. ويقف المؤلف في الفصل الثاني على الخرافات الإسرائيلية ومنها حكاية الشعب المختار، ونقاء العنصر اليهودي. ويقف المؤلف كثيراً عند شخصية اليهودي المادية. ومن أهم ما توقف عنده المؤلف، مسألة «اللاسامية» وهو مصطلح اشتهر الآن وباتت معاداة السامية هي الطريق إلى ابتزاز العالم أو من يقف في وجه المخططات الإسرائيلية. وفي الفصل الثالث تناول المؤلف أهم قرار اصدرته الأممالمتحدة وهو مساواة الصهيونية والعنصرية وهو يحمل الرقم 3379 بين قرارات الأممالمتحدة. وكيف تم الغاء هذا القرار بضغط من المنظمات اليهودية والصهيونية العالمية. وفي الفصل الرابع يعقد المؤلف مقارنة موفقة بين النازية والصهيونية من حيث الفكر النازي المتطرف والفكر الصهيوني الموغل في التطرف ويرى أن الصهيونية والنازية وجهان لعملة واحدة وكيف تتفقان وتفترقان من أجل مصالح مشتركة. وفي الفصل الخامس: تحدث المؤلف عن قانون العودة الإسرائيلي وكيف يعتبر هذا القانون عنصرياً ومدى اختلافه مع كافة المواثيق والأعراف والنظم الدولية من حيث ضمان عودة اليهود على حساب أبناء الأرض الفلسطينيين. ومن أهم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل الإرهابية مجزرة صبرا وشاتيلا حيث أفرد لها المؤلف الفصل السادس معتبراً أن هذه المجزرة أكبر شاهد ودليل على إرهاب إسرائيل ويحدد المؤلف ما يدل على ارتكاب إسرائيل المجزرة وترتيبها. وفي الفصل الأخير «السابع» يقف المؤلف على مسألة «الهولوكوست» وكيف ذهبت أموال التعويضات التي دفعتها ألمانيا بسبب النازية وأفران الغاز إلى إسرائيل بدلاً من الضحايا اليهود. وخدمت هذه القضية إسرائيل ايما خدمة. العنصرية والابادة الجماعية في الفكر والممارسة الصهيونية يعتبر من احدث الكتب التي تناولت هذا الجانب ومن أبرز المؤلفات به هذا المجال ايضاً.