اليوم - السعودية في كثير من الأحيان نحتاج إلى أن نمشي مسافات طويلة دون حديث.. دون عتب.. دون لوم.. دون أفكار.. دون ذاكرة.. دون كلام. يكفي أن نشعر بروح ترفرف معنا بجانبنا حتى نرتاح من الألم. كلماتي تقف هنا ولا تتوقف فهي نزيف في أعماقي.. تؤلمني ولكنها يوماً ما ستقتلني، هي كل ما أملك. لغتي المجهولة. وحوار مع الزمن لا أحمل معي سوى ورقة وقلم ولغة لا يفهمها الكثير أقابلها كل يوم.. أشتاق نعم أشتاق فلغة الاشتياق في قاموسي مختلفة كما هو الحب.. كل الأشياء في قاموسي مختلفة. ليس غرورا ولكن كأنثى شرقية أراه بروحي قبل عيني.. أراه بقلبي قبل عقلي.. هي حروف أنثرها هنا. أحياناً نرغب بالرحيل عن كل شيء؛ لأنني كأنثى تحملت الكثير. الذكريات مؤلمة.. إنها عبارة عن رجل يطرق مسمار في صدري ويبقى الماضي دائماً عالقا بيننا كما السماء والأرض. أسقط.. أتعثر.. أبكي، ولكن أنهض من جديد؛ فالسقوط ليس نهاية الأشياء، ولكن هو بداية كسقوط الأمطار. هناك نبضة غريبة تشق طريقها بين النبضات الحزينة بين نبضات أدامها الألم.. هي مختلفة عن كل النبضات تتسارع بسرعة الصوت.. ترتجف من شدة الفرح عندما أبدأ الحديث والكتابة هنا، كأنني أعزف على أوتار قلبي بدلا من أن أعزف على أوتار الحياة، ولكن بورقة وقلم. دائماً كأنثى شرقية أحتاج إلى استراحة محارب، ولكن لا أختار المكان ولا الزمان.. لأنني أنثى شرقية ابتلع دموعي لا أريد أن يراها أحد.. كم أكره نفسي عندما تخرج الكلمات من عيني أمام الغرباء.. أتماسك ربما مكابرة.. عناد.. وربما أتحدى نفسي أمام نفسي. لأنني أنثى شرقية؛ دائماً يطلب مني إعادة النظر في كل شيء حتى كلماتي ليس لأخطاء إملائية ولا أخطاء نحوية.. هي كلمات عادية تنتهي بحركات رفع ونصب وجر. لأنني أنثى شرقية؛ ليس هناك فرق بين أن أكون جريحة أو قتيلة أو ضحية؛ لأنه في نهاية المطاف السجن واحد والسجان واحد والجلاد واحد. لأنني أنثى شرقية؛ في مجتمعي الشرقي الرجل يعلو. أن تولد ذكرا فهذا قضاء الله وقدره أن تكون رجلا فهو خيار.. ونادرون هم الرجال كندرة الصدق في هذا الزمان.. إذا أردتُ أن تتأكد من كلماتي أنظر إلى بطاقة الأحوال.. جواز السفر.. الهوية.. الإقامة.. كتبَ: الجنس ذكر.. ولم يكتب: رجل؟ تبقى كلماتي مجرد بعثرة كلمات.. يبقى دائماً للحرف نبض وحكاية تروى. ودائماً يبقى للكلام لذة.