مكة أون لاين - السعودية «الإعلام» سلاح معنوي مهم، تتنافس الدول في السيطرة عليه بما يخدم توجهاتها. وقد أصبحنا نلمس تأثيراً قوياً للإعلام التقليدي (الصحافة الورقية والتلفزيون والإذاعة)، والإعلام الاجتماعي الحديث (فيس بوك وتويتر ويوتيوب) على قيادات الدول وكذلك على تركيبتها الاجتماعية والثقافية والفكرية والتعليمية. والدول العربية التي تمر بتحولات عدة سيكون الإعلام بشقيه التقليدي والالكتروني جزءاً رئيساً من عملية إعادة تشكيل فكر أبنائها. وحتماً الذي سينجح في قيادة الإعلام والتأثير من خلاله سيحجز له مكاناً في المستقبل. ويعتبر الوقت مبكراً ليتمكن «الإعلام الالكتروني» من التفوق على «الورقي» المتمكن من أدواته ومحتواه، والمسيطر على سوق الإعلان، ولكن أرى أن المستقبل للإعلام التقليدي الورقي في «القالب الالكتروني» التفاعلي الحديث، أي تحديداً سيكون المستقبل للمواقع التفاعلية للصحف التقليدية ذات المحتوى المهني الأصيل ولكن بقالب حديث وتفاعلي، لذلك أتمنى أن تهتم الصحف الورقية بمحتوى مواقعها الالكترونية وإنشاء نسخ خاصة بأجهزة الجوال والآيباد والتاب، فالمحتوى الإعلامي الاحترافي يجب ألا يقتصر توصيله على الطرق التقليدية فقط. أما «الصحف الالكترونية» فلا بد أن تطور المهنية وتنمي قدراتها المالية وتحاول كسب ثقة المعلن لتتمكن من المنافسة وصناعة محتوى إعلامي محترم لمواجهة قوة المؤسسات الصحفية التقليدية. ولا توجد «صحف الكترونية» تستحق التقدير سوى قلة، أما معظمها، مع احترامي، فعبارة عن «قص ولصق» وإعادة نشر لأخبار الصحف الورقية.. وهذا الأمر لن يؤهلها أبداً للتفوق مستقبلاً. ومنذ وقت قريب بدأت طريقة جديدة في عرض الصحف والمجلات على جهاز «الآيباد» وبقية الأجهزة التي يطلق عليها مسمى «تابليت»، بحيث يصب محتوى إعلامي رصين مصحح ومحكم «ورقي في الأساس» في قالب الكتروني يسمح للمشاهد بالقراءة وفتح الروابط واستعراض الصور وعرض الإعلانات المصورة والتلفزيونية والاستماع للمقاطع الصوتية، كل ذلك في صحيفة واحدة وعلى جهاز واحد. وكل خبر مقروء من الممكن إضافة صورة إليه أو مقطع فيديو أو مقطع صوتي أو إعلان لدعم هذا الخبر بكل الوسائل التي تمتع القارئ وتزيد تأثره واقتناعه، كأن يستعرض المشاهد خبراً عن مجازر سوريا مثلاً، ثم يشاهد صور فيديو من قلب الحدث مع الخبر. ثم يقرأ خبراً رياضياً ويشاهد الأهداف ومقاطع التدريب.. وهكذا يقرأ القارئ ويسمع ويشاهد في نفس الوقت من خلال ما يسمى بالإعلام «الورقكتروني».. وهذا هو مستقبل الإعلام الجديد.