الشرق - السعودية أشغلونا هؤلاء المعلمون بناة المستقبل مربو الأجيال، بأخطائهم وهفواتهم وزلاتهم، تعبنا من «الترقيع والتبرير لهم»، أصبحوا نجوم الشاشات الكفية اليوتيوبية بلا منازع، يبدو أن المراهقة أو الطفولة المتأخرة كانت الدافع خلف رقص المعلمين أمام طلابهم، تلك الرقصة التي جعلت «وزارة التربية» تشرئب بعنقها وتقوم بالتحقيق مع هؤلاء المارقين اللاهين والبحث عن الأسباب الحقيقية خلف تلك «الهيصة». «هل رقصة العرضة في الجنادرية تُعتبر ثقافة وإرثًا وأمام الطلاب تكون جُرمًا وإثمًا يحاسب عليه فاعله؟؟» أحد زملائي الغافلين معلّقًا، فأقول له: إن هذا قياس مع الفارق!! – عشر سنوات وأنا أسمع هذه العبارة من المذيعين أخيراً أتيحت لي الفرصة باستخدامها -فالجنادرية جنادرية والمدرسة مدرسة!! بالنسبة لي أرى -والله أعلم- أن هؤلاء المعلمين من مدينة «أ» وقد تم تعيينهم في مدينة «ب»، والمسافة التي بين المدينتين تزيد عن الألف كيلومتر، وهذا يعني أن المعلم لن يستطيع اللقيا بأهله إلا في الشهر مرة، هذا في أحسن تقدير، لذلك فالتراكمات النفسية ومشاعر الغربة والحنين إلى الديار وتقبيل الجدار وليلى، كل هذه العوامل شحنت «مرتكبي الرقصة» شحناً سلبيًا لم يجدوا إلى تفريغها سبيلًا إلا ب «العرضة» والحمد لله أن الموضوع توقف عند هذا الحد ولم يصل إلى رقصة البطريق. إن مسؤول حركة التعيين والنقل في التربية والتعليم يذكرني بكاتب قصة «سالي» المسلسل الكرتوني القديم المعروف، هذا المؤلف قام أطفاله بإزعاجه وتعكير مزاجه، هنا أقسم على أن ينتقم من أطفال العالم كلهم، فأهداهم المسلسل البكائي التراجيدي النّكدي، أتلومون سالي إذا ما خلت بنفسها وحظيت برقصة طفولية تنفيسية؟؟