البيان الاماراتية السيمفونية الرائعة التي يقدمها نادي النصر السعودي هذا الموسم، والتي جعلته يعود إلى معانقة الذهب من جديد، جعلت الشارع الخليجي والعربي وليس السعودي فقط يتفاعل معها، لدرجة أنني قرأت تقريراً في إحدى المطبوعات الإنجليزية المترجمة إلى العربية، قبل أيام بسيطة، حول ما وصل إليه حال نادي النصر، والتي جعلت العالم العربي ينشغل معها، ولعلي لا أبالغ عندما أقول إن ثلاثة أرباع الرياضيين الكويتيين قد أظهروا حبهم وولاءهم «للعالمي» سواء كان من خلال أجهزة التواصل الاجتماعي «تويتر» أو من خلال سفرهم إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة مبارياته إلى أن أصبح حالياً «نصر ماجد ومحيسن والهريفي»! على الطرف الآخر، فإن ما يقدمه نادي الهلال السعودي حالياً من مستوى متذبذب يتحمله من أسند مهمة تدريب فريقه الكروي إلى المدرب سامي الجابر «قليل الخبرة» في عالم التدريب، إلى أن أصبح وضعه غير مطمئن بعد أن كان في السابق من الفرق التي يحسب لها ألف حساب، ولكن اليوم نرى الهلال مهلهلاً ولا يقوى على مقارعة منافسيه، والأدلة على ذلك كثيرة منها خسارته نهائي كأس ولي العهد أم غريمة النصر، إضافة إلى فقدانه لقب دوري عبداللطيف جميل بنسبة 99% لاتساع الفارق بينه وبين المتصدر النصر بفارق 9 نقاط، إضافة إلى الاحتمالية الأكبر بخروجه كذلك من مسابقة كأس الملك للأبطال إذا استمرت أموره على نفس المنوال. ما أردت توضيحه هنا، أنه ليس كل لاعب ناجح في مسيرته داخل المستطيل الأخضر يجب أن يكون مدرباً أو إدارياً ناجحاً، لأن الاعتماد على الاسم فقط أمر خاطئ، وها هو أعظم لاعب في العالم الأرجنتيني دييغو مارادونا فشل في تدريب نادي الوصل الإماراتي رغم نجوميته كلاعب على مدى سنوات طويلة، رغم توفير إدارة الوصل كل الاحتياجات المطلوبة له لتحقيق البطولات، إلا أن الفكر التدريبي لمارادونا حال دون تحقيق الرغبة الوصلاوية. في المقابل نجد لاعباً آخر مثل الفرنسي زين الدين زيدان الذي سحر المتابعين بمستواه العالي، رفض أن يستلم مهمة التدريب في الوقت الحالي، رغبة منه في صعود السلم التدريبي تدريجياً، ولعل جلوسه إلى جانب المدرب أنشيلوتي حالياً في دكة ريال مدريد سيمنحه مزيداً من الخبرة التدريبية متى أراد ذلك. نعود مرة أخرى لحالة سامي الجابر، ونقول إنه كان لاعباً مميزاً وحقق مع المنتخب السعودي ونادي الهلال الإنجازات العديدة، ولكن كمدرب فليسمح لي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأعضاء شرف نادي الهلال أن نقول لهم «إن الزعيم كيان كبير، واستعجالكم بتعيين سامي مدرباً رغم خبرته التدريبية المتواضعة، هي ما أوصل الهلال إلى هذا المستوى غير المرضي نهائياً!».