الرياض – أحمد الجدي عبدالله العنزي أفضل حارس سعودي.. وانضمامه إلى المنتخب مسألة وقت ماجد لاعب من الزمن الجميل.. وسامي شخصية قيادية حزين على غياب العالمي.. وواثق من عودته هذا الموسم أبدى المشرف على كرة القدم في نادي الجزيرة الإماراتي، ولاعب النصر السعودي السابق محمد سالم العنزي، اعتزازه بمساهمته مع زملائه في قيادة الفريق النصراوي للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، مؤكداً أنه لن ينسى صناعته هدف فوز فريقه في شباك سامسونج الكوري في كأس الكؤوس الآسيوية الذي ساهم في وصول النصر إلى العالمية. محمد العنزي ووصف العنزي احترافه في صفوف النصر بالتجربة الأفضل في مشواره الكروي، متحسراً على تراجع مستوى الفريق النصراوي وابتعاده عن منصات التتويج في السنوات الماضية، مؤكداً في الوقت نفسه قدرة النصر على تحقيق طموحات جماهيره هذا الموسم في ظل الدعم الإداري الكبير والمساندة المستمرة من قاعدته العريضة. وتحدث العنزي في حواره مع «الشرق» عن مشواره مع النصر، وذكرياته مع نجومه، خصوصاً ماجد عبدالله، كما تطرق إلى تجربة سامي الجابر في تدريب الهلال، وغيرهما من المواضيع.. فإلى التفاصيل.. * حدثنا عن بداية مزاولتك كرة القدم؟ - كانت البداية فيها شيء من الغرابة والطرافة، حيث بدأت من فرق الحواري وعمري عشر سنوات تقريباً، وفي أحد الأيام أتى كشافون إلى نادي التضامن «أم صلال حالياً»، وكان يلعب وقتها في الدرجة الثانية، وبعد اختياري طلب مني المدرب اللعب حارساً للمرمى بسبب طولي، إلا أنني رفضت ذلك، ومع إصراره وافقت مبدئياً على أن يعطيني الفرصة للعب مهاجماً، ولعبت في مركز الحراسة لمدة موسمين، وبعدها تم حل جميع أندية الدرجة الثانية، ما أتاح لي الفرصة للانتقال إلى نادي الريان الذي كنت أعشقه لوجود لاعبين كبار أمثال منصور مفتاح، واشترطت عليهم قبل التوقيع اللعب مهاجماً؛ لأنني كنت واثقاً تماماً أن موهبتي في خط الهجوم وليس في الحراسة، وبالفعل نجحت في تقديم نفسي بشكل جيد لا سيما في الموسم الثاني، ومن ثم انضممت إلى المنتخبات الوطنية. * ولدت في الرياض، واحترفت كرة القدم في قطر، وعملت إدارياً في نادي الجزيرة الإماراتي.. حدثنا عن ذلك؟ - غير صحيح أنني ولدت في الرياض، وكثير من المعلومات الخاصة بي في موقع ويكيبيديا الشهير خاطئة، وسأعمل على تصحيحها، وطاردتني شائعات بعد مشاركتي مع المنتخب القطري في كأس الخليج 1996م مفادها أنني من «البدون» في الكويت، وهذا ليس صحيحاً، فأنا ولدت في قطر وكانت جنسيتي قطرية قبل أن أدخل مجال كرة القدم. * هل تميُّزك مع الأندية الإماراتية ساهم في حصولك على الجنسية؟ - نعم لقد كان لتميُّزي مع عدد من الأندية الإماراتية دور كبير في حصولي على الجنسية الإماراتية، فقد بدأت الاحتراف مع الوحدة الإماراتي ولعبت له لمدة ثلاث مواسم تُوِّجت فيها مرتين بلقب هداف الدوري، ومن ثم عدت إلى الريان القطري لكنني لم أستمر طويلاً، وبعدها احترفت في صفوف الجزيرة الإماراتي، وحققت معه لقب الهداف موسمين. * كيف تصف تجربتك مع جميع الأندية التي سبق أن احترفت فيها؟ - الحمد لله، حققت مع جميع الأندية إنجازات وبطولات لا تنسى، ومن أكثر البطولات التي أعتز بها هي فوز النصر السعودي بلقب كأس الكؤوس الآسيوية، كما حققت بطولة الدوري مع القادسية الكويتي، وبطولة الدوري وكأس السوبر مع الوحدة الإماراتي، وبطولة الدوري والكأس مع الوصل الإماراتي، فضلاً عن عديد من الإنجازات مع الجزيرة الإماراتي. * أي الأندية ترى أن تجربتك معها كانت الأفضل؟ - بالتأكيد النصر السعودي؛ لأنني لعبت مع نجوم كبار كان لهم وزن وثقل كبيران سواء على المستوى القاري أو الدوري أمثال ماجد عبدالله وقائد منتخب بلغاريا ستيشكوف ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي، وما يجعلني لا أنسى هذه التجربة الإنجاز الكبير للفريق النصراوي ووصوله إلى العالمية، وأيضاً أتذكر وبفخر كبير تجربتي مع نادي الوحدة الإماراتي الذي لعبت له موسمين ونصف الموسم تقريباً حققت خلالهما لقب الهداف مرتين. * حدثنا عن قصة توقيعك للنصر؟ - كنت في زيارة أحد أصدقائي في الرياض، وأخبرني الصديق أن النصر يرغب في التعاقد معي، وفي تلك الفترة زرت نادي النصر الذي كان يستعد للعب في كأس الكؤوس الآسيوية، وقابلت رئيس النصر آنذاك الأمير فيصل بن عبدالرحمن، وتحدثنا، وبعد يومين خاطبت إدارة النصر نظيرتها في نادي الريان، وتم التعاقد معي رسمياً. * نفهم من حديثك أنك عرضت نفسك على إدارة النصر للتعاقد معك؟ - لا لم أعرض نفسي على النصر، بل كانت الرغبة مشتركة من الطرفين، ومنذ صغري وأنا أحلم بتمثيل النصر، ولما جاءتني الفرصة لم أتردد في الانضمام إلى صفوفه، كما أن تميُّزي وتألقي مع المنتخب في تلك الفترة وحصولي على لقب هداف كأس الخليج 1996م، وتحقيقي رابع هدافي العالم في استفتاء 1997م كان وراء تعاقد النصر معي، وعلى الرغم من أن عمري كان وقتها عشرين عاماً إلا أنني استطعت بفضل الله ومساعدة إدارة النصر وجماهيره النجاح والظهور بمستويات مشرفة. * الكل يتذكر صناعتك الهدف الذي ساهم في وصول النصر إلى العالمية.. ما قصة هذا الهدف؟ العنزي وستويشكوف وماجد عبدالله في لقطة تذكارية مع كأس الكؤوس الآسيوية - الجميع يعلم أن مركزي هو مهاجم صريح، لكن في وجود ماجد عبدالله وستويشكوف طلب مني المدرب فيرنانديز اللعب في مركز جديد عليَّ، والحمد لله نجحت في هذا المركز، بدليل أنني صنعت هدف الفوز بعد أن وصلتني كرة بينية من أحمد نصيب، وكدت أن أفقد الكرة بسبب رقابة أحد مدافعي الفريق الكوري، ولكني لحقت بالكرة وعكستها للَّاعب ستويشكوف الذي نجح في تسجيل الهدف الذي أوصل النصر إلى العالمية، واستطعنا بفضل الله وبجهود اللاعبين حسم المباراة لصالح النصر وتحقيق كأس الكؤوس الآسيوية أمام فريق صعب مثل سامسونج الكوري، وهذا الهدف من أغلى الأهداف التي صنعتها طوال تاريخي الكروي. * في نفس الموسم وبعد الحصول على كأس الكؤوس الآسيوية أعلن ماجد عبدالله اعتزاله، فكيف تلقيت هذا الخبر؟ - أحزنني كثيراً لأن ماجد عبدالله اسم كبير على المستوى الخليجي والعربي والقاري، وتعلمت كثيراً منه، فهو لاعب قدوة داخل الملعب وخارجه، وأفتخر أنني لعبت في يوم من الأيام مع لاعب بحجم وتاريخ ماجد عبدالله، وبعد اعتزاله التحقت مرة أخرى بصفوف النصر عام 1999م، وفي تلك الفترة تم تكريم ماجد لحصوله على لقب لاعب القرن في آسيا، ولعبت مع النصر في مباراة التكريم وكانت أمام القادسية الكويتي، وأتذكر وقتها أن ماجد لعب لمدة عشرين دقيقة قدم فيها لمسات وتمريرات تشعرك أنه لم يترك الكرة منذ أكثر من ستة أشهر. * هل تعتقد أن السعودية افتقدت المهاجمين بعد اعتزال ماجد وسامي وحمزة إدريس وغيرهم؟ - الكرة السعودية ولله الحمد ولَّادة للنجوم، وتمتلك المواهب، ولكن في كل زمان يوجد لاعب مختلف تماماً، وماجد عبدالله لاعب مختلف عن الآخرين، وهو من طراز آخر، ولا أنكر وجود مهاجمين متميزين ولهم تاريخهم مثل سامي الجابر، حمزة إدريس، محيسن الجمعان، سعيد العويران، وأحترم كثيراً سامي الجابر كونه شارك أربع مرات في كأس العالم، ولكن من وجهة نظري أرى أن ماجد مختلف لأنه لاعب من الزمن الجميل.
* من كان يعجبك من اللاعبين أثناء فترة احترافك في النصر؟ - في النصر كنت معجباً بفهد الهريفي ومحيسن الجمعان، وأحمد نصيب، وعبدالعزيز الجنوبي وإبراهيم ماطر، وفي الأندية الأخرى كان يعجبني من الهلال يوسف الثنيان وأحمد الدوخي والتيماوي، ومن الأهلي خالد مسعد ومحمد شلية، ومن الاتحاد أحمد جميل والخليوي رحمه الله. * ومن يعجبك حالياً من لاعبي النصر؟ - يعجبني خالد الزيلعي، وخالد الغامدي، وسعود حمود وأتمنى أن يترك العصبية ويركز على تقديم كل ما لديه، وأيضاً حارس المرمى عبدالله العنزي. * هل ترى أن عبدالله العنزي يستحق الانضمام إلى صفوف المنتخب السعودي؟ - عبدالله العنزي حارس مرمى متميز، وبكل صراحة أرى أنه يستحق الانضمام إلى صفوف المنتخب السعودي وأن يكون الحارس الأساسي للأخضر مع احترامي للحراس المنضمين حالياً للمنتخب، فما قدَّمه هذا الحارس من مستويات جيدة مع فريقه النصر سواء في الموسم الماضي أو الموسم الحالي يرشحه لأن يصبح حارس مرمى المنتخب الأول. * لو كنت مدرباً للجزيرة الإماراتي وطُلب منك اختيار أربعة لاعبين سعوديين.. من ستختار؟ - الأمر صعب نوعاً ما لأنني لست مطَّلعاً على جميع الأندية، وعموماً كنت سأختار من النصر خالد الزيلعي وإبراهيم غالب ومن الهلال سالم الدوسري، ومن الأهلي ياسر الفهمي الذي أرهقنا كثيراً عندما لعب الأهلي ضد فريق الجزيرة الإماراتي في مسابقة دوري أبطال آسيا. * كيف ترى حال النصر، خصوصاً بعد كأس العالم للأندية؟ - يحزنني كثيراً ابتعاده عن تحقيق البطولات في المواسم الماضية، وأعتقد أن النصر سيعود قريباً إلى منصات التتويج في ظل الدعم الكبير الذي يجده من رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي ومساندة جماهيره الوفية، وكما عرفت أن الأمير فيصل بن تركي لا يبخل بالدعم على الفريق، وجلب لاعبين على مستوى عالٍ، وهذا عمل يشكر عليه، وأتمنى التوفيق للنصر وتحقيق آمال وطموحات جماهيره. * وماذا عن المسيرة الناجحة للفريق النصراوي هذا الموسم في الدوري؟ -أفرحني كثيراً تصدُّر فريق النصر الدوري، وأتمنى أن يواصل الصدارة ويحقق اللقب هذا الموسم، وأعتقد أن النصر قادر على التتويج بإحدى البطولات هذا الموسم؛ لأنه يستحق ذلك عطفاً على مستوياته المتميزة ووجود كوكبة من اللاعبين الذين يعدون الأفضل حالياً. * هل ترى أن اللاعب السعودي مؤهل للاحتراف الخارجي؟ - الاحتراف الخارجي وخصوصاً في أوروبا صعب جداً مع احترامي لجميع اللاعبين، فأسلوب الحياة هناك مختلف ما يصعِّب المهمة على اللاعب السعودي والخليجي بشكل عام. * كأنك ترى أن نجم المنتخب الإماراتي عموري غير مؤهل أيضاً للاحتراف في أوروبا؟ -عموري لاعب متميز يقدِّم أداءً مثالياً ورائعاً مع العين والمنتخب الإماراتي، لكن بنيته الجسدية لا تساعده لأن الكرة الأوروبية تعتمد على القوة الجسمانية واللياقة العالية واللعب تحت الضغط، وعموري يحتاج إلى المساحات كما هو حال أغلب اللاعبين لدينا، وهذه وجهة نظري الشخصية. * في رأيك، ما سبب تراجع المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة؟ - ما يحدث للمنتخب السعودي حالياً أمر طبيعي في ظل التغييرات الكاملة التي تشهدها صفوفه، ومن الأسباب أيضاً انخفاض مستوى الدوري السعودي وتراجع الأندية، وأعتقد أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً؛ لأن الكرة السعودية تمتلك لاعبين موهوبين قادرين على العودة بها إلى مستوياتها المعهودة.
* ما سر تميز المنتخب الإماراتي في السنوات الأخيرة؟ - ما يميز المنتخب الإماراتي هو استمرار نفس الأسماء في فريق واحد تحت إشراف المدرب الوطني مهدي علي، فهذا المنتخب تدرج غالبية لاعبيه من منتخب الناشئين حتى المنتخب الأول، كما أن المدرب مهدي علي يعرف جيداً ماذا يحتاج اللاعبون ويتفهم رغباتهم وعقلياتهم، ويتعامل معهم على المستوى الفني داخل الملعب وعلى المستوى الذهني خارج الملعب، مما ساعدهم كثيراً على توفير سبل النجاح، بالإضافة إلى أنه أضاف بعض العناصر المميزة في الدوري الإماراتي للمجموعة التي تدرجت مع بعضها منذ الناشئين، وشكلت هذه العناصر إضافة حقيقية للمنتخب. * بمناسبة الحديث عن المدربين الوطنيين، كيف ترى خطوة نادي الهلال في التعاقد مع سامي الجابر.. وهل ترى أنها مغامرة؟ تعاقد نادي الهلال مع سامي الجابر خطوة في اعتقادي فيها كثير من التميز، كما أنها خطوة جريئة؛ لأن سامي لاعب له خبرة كبيرة في الملاعب ويمتلك سجلاً حافلاً كلاعب مع الهلال والمنتخب، وهو صاحب شخصية قيادية، وعمل على تطوير نفسه ونال شهادات تدريبية، إضافة إلى أنه يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، وأحترم إدارة الهلال على إعطاء الثقة للمدرب الوطني، وبالتأكيد هذه الخطوة ستفتح المجال أمام الأندية لمنح الثقة للمدرب الوطني الذي يحتاج فقط الفرصة، والدليل على ذلك نجاح المدرب مهدي علي مع المنتخب الإماراتي. * هل ترى أن فشل مدربين كبار في وصول الهلال إلى العالمية ساهم في اختيار سامي الجابر مدرباً للهلال لكي يلعب العامل النفسي دوره ويحقق الفريق طموحات جماهيره؟ - لا أستطيع التحدث نيابة عن إدارة الهلال، لكن من الممكن أنهم تعاقدوا مع سامي الجابر بناء على العامل النفسي والذهني، ويتضح للجميع أن الهلال تعاقد مع مدربين على مستوى كبير وعالمي مثل كوزمين وجيريتس وغيرهما، واستطاعوا النجاح وتحقيق البطولات على الصعيد المحلي، لكنهم لم ينجحوا على الصعيد القاري؛ حتى أصبح لدى اللاعبين -حسب ما سمعت من أصدقاء- عقدة نفسية أصبحت تلعب دوراً كبيراً، لذلك ربما كان تعاقد الإدارة الهلالية مع المدرب سامي ليكون قريباً من اللاعبين ويتفهم ظروفهم بشكل أكبر، وحالياً سامي متفوق في الدوري المحلي وأعتقد أن بإمكانه قيادة الفريق إلى تحقيق اللقب الآسيوي. * وأخيراً.. ما الاختلاف الذي لمسته بعد تحولك من لاعب إلى إداري؟ بالطبع هناك اختلاف لكنه بسيط؛ لأن احترافك لاعباً يختلف عن عملك إدارياً، وعندما كنت لاعباً كان عملي الوحيد هو التدريب وأن أكون جاهزاً لياقياً وبدنياً للمباريات، وبعد أن أصبحت إدارياً ومشرفاً على الفريق أصبح عملي مساعدة اللاعبين على حل مشكلاتهم والعمل على توفير الأجواء المناسبة لهم. محمد العنزي متحدثاً للزميل أحمد الجدي