الشرق - السعودية لم يجف حبر مقالي الانتقادي للزميل الإعلامي القدير داوود الشريان، حتى فاجأني وفاجأ متابعيه بحلقة نارية عن ضحايا أبناء الوطن السعودي الذين ذهبوا لأفغانستان والعراق وأخيرا سوريا. انتقدت حلقة «الجسر» ووصل عندي الحنق والغيظ مداه وأنا أتابع تلهف الشريان وضيوفه من أجل إيجاد حلول للمتكدسين على «الجسر المسيب» ولم يكلف أحد منهم نفسه السؤال، عن تكرار الذهاب للبحرين من قبل العابرين مما شكل عبئا فعليا في حركة التنقل بين البلدين. وكنت أتمنى من الشريان في برنامجه الشهير، بحث وضع عوائق أمام الذين استمرأوا زيارة البحرين دون سبب وجيه، إلا إذا كانت سفريات «زعيط ومعيط» ضمن اهتمامات الشريان وضيوفه. الشريان تألق في حلقة التشهير بمن غرر بأبنائنا، الذين ذهبوا للجهاد في قضايا سياسية لا علاقة لنا بها، وعرا خفافيش الظلام الذين يسطحون عقول أبنائنا بنغمة الجنة والحور العين، بينما لا ينافسون من أجل ذلك ولا يرسلون أبناءهم، وإنما يختارون «المصافيق» ويحولونهم إلى دمى تعق الوالدين والوطن، وتذهب في غسيل حروب طاحنة لا يعرفون لها «ساساً ولا رأساً». الضيوف أيضا تألقوا وهم يقدمون الوجه القبيح لمن يتوارى خلف ستار الدين، ليوسعوا دائرة الضحايا من شبابنا وينشروا ثقافة « كراهية السعودي»، في أماكن البؤر والفتن حتى أصبح شبابنا في مواجهات فيما بينهم حاليا في سوريا، والمحصلة التي نخرج بها «كراهية السعودية» وتدمير المجتمع السعودي من الداخل، بينما أصحاب الفتيا يترززون في القنوات الفضائية، ويتجولون سياحيا في أجمل المنتجعات وأفخم الفنادق، ويصرفون ببذخ ويرتدون الأغلى ويتشدقون بنغمة موحدة لا تخدم الدين ولا الوطن. أرفع القبعة للشريان والراية البيضاء لمنتقدي في مقالي السابق أبا فارس، وسوف أصمت إلى حين. حفظ الله وطننا من كل مكروه.