الشروق - القاهرة أعتبر كما يعتبر غيرى أن عام 2013م هو أسوأ وأشق عام مر على مصر والمصريين.. وتضاءل أمام حجم الأهوال حجم ما حدث فى نكسة 5 يونيو 1967م. لقد كان عام 2013 هو أسوأ عام يمر على الإخوان المسلمين خاصة والحركة الإسلامية عامة.. إذ انتقل الكثير من أبنائها من سعة وترف الحكم إلى القبور على أيدى إخوانهم من المصريين.. وانتقل معظمهم إلى غياهب السجون.. وحرقت مقارهم وحلت جماعتهم وصودرت أموالهم.. وهدم فى أشهر ما بنوه فى سنوات طوال.. وضاعت المليارات التى أنفقت على الانتخابات البرلمانية والرئاسية هباء ومعها أصوات الذين انتخبوهم. ولو أن الحركة الإسلامية عامة والإخوان خاصة لم تقفز إلى سدة الرئاسة ورئاسة الوزراء بالذات لما حدث لها ما حدث.. ولو أنفقت عشر هذه المبالغ على الدعوة إلى الله وبناء المدارس والمستشفيات والملاجئ وتريثت قليلا فى الوصول إلى هرم السلطة ما أصابها ما أصابها.. ولو أنها قادت الدولة بعقلية الدولة وأحسنت صنع الأصدقاء وكسب الخصوم أو تحييدهم.. أو رضيت بالانتخابات الرئاسية المبكرة أو عزلت د.هشام قنديل قبل ذلك وضحت بالسلطة حقنا للدماء وحفظا للدعوة لكانت الآن أسلم وعن السجون أبعد وللدماء أحفظ. وكان عام 2013 أسوأ عام مر بالجيش المصرى الذى دخل فى الصراع السياسى مباشرة ودون وكيل.. مما عرضه لهجمات معنوية من قبل خصومه من الإخوان مع هجمات بالمتفجرات والألغام وال«أر بى جيه» من التكفيريين مما كلفه خسائر معنوية ومادية كثيرة. وكان يمكن لجميع الفرقاء السياسيين المصريين أن يصلوا إلى حلول تجنب البلاد تدخل الجيش المصرى العريق فى المعترك السياسى حتى لا يصرع أحدا ولا يصرعه أحد.. ويظل بعيدا عن الاستقطابات السياسية الحادة. وكان هذا العام أسوأ عام على ثوار 25 يناير 2013 الذين أساءوا لثورتهم ولم يقدموا نموذجا جيدا لتحويل الثورة إلى دولة وتحويل الشعارات البراقة إلى واقع على الأرض والتودد من المواطن البسيط بدلا من الغرب والشرق، والاهتمام بالمواطن، بدلا من محاولة تحطيم مؤسسات الدولة واقتحام بعضها بحجة الفساد.. وفى النهاية لم يصمد معظم الثوار أمام مغريات الفساد وهم خارج السلطة.. فما بالهم إذا ركبوها؟!! وكان هذا العام أسوأ عام على القوى السياسية المصرية التى ظهرت بمظهر العاجز الذى لا يستطيع الإصلاح ولا يستطيع الوصول لرجل الشارع البسيط.. فقد فقدت القوى السياسية المصرية كل شىء.. أما رموزها فقد نفد رصيدهم.. ولو ترشح مرشحوها السابقون الآن ما نالوا عشر ما نالوه من أصوات.. لقد أدرك الشعب المصرى أن كل هذه القوى شرهة السلطة وعاشقة للمناصب وعابدة للجاه. وكان عام 2013 أسوأ عام على الاقتصاد المصرى الذى لم يشهد انهيارا يشبهه.. وبدأ طبع البنكنوت على نطاق واسع.. وانهارت السياحة وأغلقت مصانع كثيرة.. حتى الفقراء لم يجدوا من يساعدهم.. إذ ذهبت كل الأموال للسياسة وصراعاتها. أما القضاء فقد دخله الصراع السياسى من أوسع أبوابه.. وأصبح صريحا ودون مواربة.. أما الإعلام فصار أداة لتهييج كل طرف سياسى على الآخر وشحنه ودعوته للمواجهة والمنازلة.. وصار مادة للنكد والكدر والحزن فى كل بيت.. وأداة قوية للصراع السياسى العنيف. أما الدعوة الإسلامية فانهارت تماما بانهيار القدوة وغيابها من جهة.. وتحول الدعاة من الدعوة إلى الله إلى الدعوة للتحزب السياسى ونصرة هذا الفريق أو ذاك.