المدينة -السعودية عندما غردت على تويتر مؤخراً عن الأرصفة في دبي قائلاً إنها ليست صديقة للمشاة بسبب تقّطعها وعدم صلاحيتها لممارسة رياضة الجري داخل المدن، وصلتني العديد من الردود والتعليقات المدافعة عن دبي من قبل الإخوة في الإمارات رغم بساطة موضوع الانتقاد ومحدوديته. وعلى صعيد آخر عندما ظهر على تويتر هاشتاق مسيء بعنوان #الإمارات_تغرق، قام هؤلاء الإماراتيون بشكل يدعو للتقدير والإعجاب بتفنيد ما تم تداوله على هذا الهاشتاق السلبي، ناقلين بذلك -عبر منصة تويترالعالمية- أجمل صور ليس فقط عن الإمارات ولكن عن الإماراتيين أيضاَ وروحهم الوطنية. بالمثل، أذكر أن أحد الكتاب تعرض لهجوم عنيف من قبل كثير من المصريين بسبب تغريداته التي وجه فيها بعض النقد لبلدهم.. ومن المعروف عن المصريين انتقادهم أحياناً لبلدهم بشكل قاسٍ، لكنهم في المقابل يرفضون بشدة أن يقوم أي شخص غير مصري بتوجيه أبسط انتقاد لمصر. نذكر جميعاً أيضاً الهجوم الكاسح الذي تعرض له الزميل الكاتب أحمد العرفج من الإعلام السوداني ومن مستخدمي شبكات التواصل السودانيين عموماً، بسبب مقال ساخر كتبه عن السودانيين. كل هذه الأمثلة تذكرني بمثل شعبي يقول "أدعي على ولدي وأكره من يقول آمين"، ربما يمكن تحويره قليلاً في هذا السياق ليصبح "أنتقد بلدي وأتصدى لكل من يقول آمين". اسمحوا لي الآن أن أقارن كل ذلك بما يقوم به بعض السعوديين من "نشر غسيل" مليء بالتشنيع والتهويل وتصيد الأخطاء عن بلدهم، مقارنين أسوأ ما لدينا بأفضل ما لدى الغير، غاضين الطرف عن كل جميل ومترددين في الرد على هجوم الغير عليه بمناسبة وبدون مناسبة. ادخلوا على هاشتقات تويتر وعلى اليوتيوب وشاهدوا إلى أي مدى وصل إبداعنا واستمتاعنا بتشويه صورة بلدنا غير مدركين أن التكنولوجيا ألغت الحدود تماماً بين الإعلام المحلي والإعلام الدولي بكل ما لذلك من تبعات إيجابية وسلبية. "نشر الغسيل" هذا سواء كان بالمقالات أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي سرعان ما يلتقطه الإعلام الغربي والعالمي ثم يستخدمه لتشويه صورة السعودية والسعوديين. شاهدوا معي كمثال واحد فقط كيف انتقلت الإساءة من هاشتاق غير منصف على تويتر إلى صفحات جريدة التليغراف وموقعها الالكتروني في واحد من أكثر المقالات إساءة وتشويهاً للمملكة.. مقالاً استقى فيه الكاتب داميان تومسون كل حرف كتبه من ذلك الهاشتاق. المقال حمل عنواناً تحريضياً لم يكتفِ به كاتبه ، ولكنه وجه سهامه السامة لكل المسلمين زاعماً أن غضبهم من الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى هو مجرد نفاق، ومحاولاً بدهاء تحسين صورة ما تقوم به إسرائيل والتقليل من اهمية وتأثير تلك الحفريات. كل هذه السموم التي استخدمها هذا الكاتب ضدنا, نحن للأسف من قام بتقديمها إليه بأيدينا. ختاماً، أؤكد أن ما أقوله هنا لا علاقة له إطلاقاً بممارسة النقد البناء الذي لايختلف اثنان على أهميته وضرورته لكشف الأخطاء وتصحيحها, ولكن ما اعنيه هو ظاهرة استمراء "نشر الغسيل" والتشنيع وتصيد الأخطاء وتهويلها الذي نمارسه بحق أنفسنا كل يوم على وسائل إعلامنا قديمها وجديدها