القبس الكويتية في ظل انتشار العلوم الحديثة من العلوم الإنسانية والتكنولوجية والخ، فانك ترى في أحوال بعض أولياء الأمور انزعاجا وخوفا بسبب أن أولادهم يعلمون أشياء ومعلومات لا يعرفونها هم، عندما كانوا في أعمار ابنائهم نفسها، ويريدونهم مغيبين عن هذه الأمور. أضرب لكم مثالا واقعيا على ذلك لسيدة كانت حاضرة دورة ألقيتها، وكانت بعنوان: أسرار الثقة بالنفس، ومن خلال النقاش والمداخلات، تقول إحداهن: تخيل أن ابني يعرف كلمة «قرض»، وهو بعمر الورد! فقلت لها: وما المشكلة في ذلك؟! الشاهد من هذا، أني أقنعتها بوجهة نظري، بأن هذا الشيء إيجابي أن يعرف معنى كلمة تفوق عمره بسنوات. وفي السياق نفسه، مع هذه العولمة والتطور المهول للعلوم، والأجهزة الذكية، يحبذ للجميع مواكبة العالم بكل مخترعاته وابتكاراته المفيدة للبشرية، حتى يكون المرء على وعي تام لكل ما يجري حوله من تطور وازدهار ونمو. ولا يخفى عليكم يا أحباب، اليوم أصبح لكل شيء كتاب، وأيضاً توجد كتب لطريقة عمل الأشياء، أضف إلى ذلك المواقع الإلكترونية، والأفلام، والدورات التدريبية، والمحاضرات، وورش العمل، والندوات، والاصبوحات، والأمسيات، وماذا بعد؟! كل هذا وأكثر يشير إلى أن المعرفة متاحة في كل مكان وبسهولة، فقط بضغطة زر ل«مستر غوغل». وعلى صعيد ثان، أحبائي، أوصيكم: تعلموا، وتفقهوا، واسألوا، وتابعوا، فاليوم الإنسان الذي يملك الإجابات والمعلومات هو المسيطر، والقوي الذي يمسك بزمام الأمور، وبالتالي يكون مرجعية للناس، وعندها يطلبونه حتى لو كان في أقصى البلاد، حتى يحل مشكلة مستعصية في غضون دقائق أو أكثر، لأنه بالخبرة التي اكتسبها على مدى السنين التي قضاها في التعلم من بطون الكتب، ومعايشة أهل الاختصاص، ومع التجارب الكثيرة، والأخطاء التي ارتكبها في سنين عمره واستفاد منها، بالإضافة إلى الأموال الكثيرة التي صرفها على الدراسة، ومطالعة البحوث والكتب والمجلات الدورية وحضور المؤتمرات العلمية، إذاً ليست هناك تكلفة باهظة إذا دفعناها لهذا الخبير كمكافأة مالية محترمة له، لأنه تعب طوال حياته في سبيل تقديم عصارة أيامه لمن هم بحاجة إليها. وهذا السمو، والمثالية، والتقدير، لكل من يولي اهتمامه الى العلم والتحصيل والدراسة آناء الليل وأطراف النهار، فليس من لعب كمن درس، هناك قانون كوني يشير الى ان من يزرع يحصد، ومن يسهر الليالي ينل العلا، والمكانة المرموقة بين المجتمع، تمعّن في كل من تعرف من العظماء والمشاهير في دولتك أو في الدول الأخرى، ستراهم مقبولين ومحترمين ويفسح لهم في المجالس، بسبب تميزهم ونجاحهم، فأولى بك عزيزي الكريم، أن تنهل الأدب والعلم من البحّاثة العلاّمات، اجلس معهم وخالطهم لتكتسب تجارب ثرية تنير دربك وتجعل حياتك أروع وأشمل، فالذي لا يحب المطالعة والمعرفة، أنصحه أن يفسح الطريق لعشاق الكتب والقراءة، فها هو أحدهم يقول عن سبب ميله وغرامه بالكتاب: «ومنحكَ تعظيم العوام، وصداقَة الملوك، وعَرفت به في شهر ما لا تعرفُه من أفواه الرجال في دهْر». [email protected] @Ahmadalrwh انستغرام