من أهداف التعلم النشط تنمية ملكة القراءة لدى المتعلمين , وزرع حب المطالعة في نفوس الناشئة .فلاشك من اهمية المطالعة في المسيرة التعليمية وفي تنمية عقول الطلاب وتوسيع افاقهم الفكرية والثقافية .ولكي يجني المتعلمون ثمار المطالعة لا بد من ان تكون القراءة ناقدة ,اي ان لا يتقبل القارئ كل ما يقرأه بل بان تكون المادة المقروءة قابلة للنقاش وطرح الاسئلة حولها , حول مدى صحتها ,مصداقيتها ,مدى ملاءمتها للتفكير المنطقي. وهذه القدرة على القراءة الناقدة لا تولد فجأة عند المتعلم بل تحتاج الى تنمية واهتمام حتى يكتسبها و يستخدمها بشكل صحيح . وهنا يأتي دور المعلم في تشجيع الطلاب على القراءة الناقدة, و ذلك بتخصيص حصص للمطالعة في كل شهر حيث يقوم برفقة طلابه بزيارة مكتبة المدرسة أو المكتبة العامة لانتقاء بعض الكتب وقراءتها ثم اجراء حلقات حوار ونقاش حول الكتب التي تمت قراءتها من قبل الطلاب, فيطرح كل طالب فكرة الكتاب الذي قرأهه ويطرح رأيه في مضمون الكتاب مدى سهولة أو صعوبة اسلوب الكتابة ومدى قدرته على فهم افكار الكاتب وهل يوافق موقف الكاتب في افكاره مع تبرير الموقف الذي اتخذه. و من تم يفسح المجال لزملائه و للمعلم بأن يطرحوا عليه الاسئلة لنقاش محتوى الكتاب . بالطبع هذا المستوى الفكري وهذه المهارة النقدية لا يمكن ان يمتلكها طالب في الصف الاول الابتدائي ولا تأتي خلال يوم و ليلة , لكنها تكتسب بالمران و التشجيع و التدريب من قبل المعلم و المدرسة. فان بدء المعلم في تشجيع طلابه على اقتناء الكتب في الصف الاول الابتدائي ومن ثم تشجعهم على ابداء رأيهم المبسط بمدى اعجابهم بالكتاب الذي قرأوه ثم التدرج معهم في اكتساب المهارات النقدية المتقدمة شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا قادرين على استخدامها في المرحلة الثانوية والجامعية .