اطلعت على التعقيب المنشور في هذه الصحيفة يوم الاثنين 3 من ذي القعدة الذي كتبه الأخ عبدالله السيف، يرد فيه على مقال الكاتبة سمر المقرن عن الخطوط السعودية، يرى الأخ عبدالله أن الناقل الوطني (السعودية) هي في قمة التميز نظير تحملها أعباء النقل الداخلي والدولي والحجاج والمعتمرين، وهذا رأيه وأحترمه، كما أقدر جهد الناقل الوطني. لكن هذه المؤسسة الوطنية بحاجة الى الاستماع لصوت النقد الصادق بعيدا عن الافتراءات والتجريح، لا الى المديح العاطفي دون تبصر ومنطق، مع حفظ حق وقدر أصحاب الجهود المخلصة فيها. لتذكير الأخ عبدالله والذكرى تنفع المؤمنين عاشت مدنا بل مناطق دون رحلات طيران أشهرا عديدة مثل رفحاء وحائل مثالا لا حصرا، بعد انسحاب شركتي (سما) و(ناس) منهما، وبالطبع احتاجت تلك المدن الى توسلات حينا من الدهر حتى تعيد الخطوط السعودية رحلاتها، ثم أذكر أيضا بوضع الخدمات الأرضية في المطارات، حيث بطء الخدمة ووضع الصالات والخدمات، وهذا تشترك فيه مع الهيئة العامة للطيران المدني حتى نكون منصفين فلا نلقي باللوم كله في هذا على الخطوط السعودية وحدها. لقد استبشرنا خيرا بدخول شركتي طيران جديدتين لسوق النقل الجوي واللتان ندعو المولى جل جلاله أن ييسر الأمور لتبدأ هاتان الشركتان العمل وتفك الاختناقات في الخطوط الداخلية فتخف معه معاناة قطاع عريض من الجمهور، كما نأمل أن تكون هيئة الطيران المدني قد أعدت التجهيزات والمرافق في مطاراتها لانطلاق هاتين الشركتين، لتضيف قيمة اقتصادية لمطارات المملكة وللسوق المحلي، ومن ثم التنمية الاجتماعية والبناء الوطني، ولعل من أهم تلك التسهيلات والدعم اللوجستي، مسألة الوقود ورسوم خدمة الطائرات وغيرها. كمواطن أتمنى أن أرى الناقل الوطني، وقد احتل مكانة بين أقوى شركات النقل في العالم، ولديه الامكانات والدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين لذلك، لذا فهذا الناقل الوطني الكبير بحاجة الى الصدق بدون تجن أو تجريح، بالنقد الموضوعي النزيه، أكثر من حاجته للمديح وخصوصا في هذه المرحلة، ولعله من الإنصاف التذكير بمستوى الطعام على متن طائرات (السعودية) الذي حاز جوائز دولية، ومستوى الرحلات (خاصة الدرجة الاولى) دوليا. ونقول هذا حتى لا يفهم النقد على أنه تهجم. تعقيب في تعليقه على مقالي (قصر الحمراء في الرياض) كتب الأخ عبدالله بن سليمان مشكورا أن قصر الحمراء موجود فعلا بالرياض ألا وهو قصر الملك سعود بن عبدالعزيز- رحمه الله- بالمربع، وذكر معلومات تاريخية مفيدة عنه وعن إنشائه، لكني بالطبع عنيت عمارة تحمل هذا الاسم وهي عمارة حديثة في شارع حديث أيضاً ولا صلة لها بالقصر المشهور بالمربع. وقد أخذت تسمية تلك العمارة التجارية مع عدم تناسب اسمها مع البناء منطلقا لحديثي عن الهوية العمرانية شبه المفقودة في أرجاء مدننا، لذا أحببت التنويه مع الشكر لمداخلة الأخ عبدالله بن محمد بن سليمان.