في أحد البرامج الفضائية الحوارية قدم المذيع للمشاهدين الدكتور «عدنان إبراهيم» كما هو دون تجميل أو تشويه، ليترك للمشاهد الحكم على أفكاره دون أن يحاكمه. فبدا الدكتور «عدنان» لا يختلف كثيرا عمن يهاجمهم ويحاربهم، أو يراهم ضد تطور الأمة الإسلامية، صحيح أنه لم يشيطن من يختلف معه بالفهم، كما يفعل من يريد مناظرتهم أو يريدون مناظرته، إلا أنه حقر بكل من يختلف معه في الرؤية والتفسير، ووصفهم ب «البليد الغبي الكاذب الأحمق... إلخ»، قبل أن يؤكد لنا أنه مثلهم جعل الكثير من الملحدين يؤمنون بأفكاره ويغيرون من معتقداتهم، وبنفس السهولة التي يفعلها منافسوه محتكرو المعرفة، وإن لم يدخل معهم في منافسة بالزمن، وأنه أسرع منهم. ثم مضى الدكتور «عدنان» ليحدث العامة عن أمور تشبه ذاك الدجال الذي قال إنه عالج مشلولا وجعله يمشي، فجاء كل المقعدين بحثا عن علاج عنده، فخرج الجميع وهم كما دخلوا على كرسي، وليس مثل من قيل إنه شفاه. وهكذا دخل الدكتور «عدنان» وأدخل المشاهدين في المعجزات والكرامات التي حدثت على يديه، وكيف أعاد القلم لوضعه بعد أن كسر، بل وكيف هي زوجته تبكي يوميا مما تراه من كرامات؟ بمعنى أن من لا يؤيد أفكاره من خلال منطقه وتفسيره، عليه تصديق الدكتور «عدنان» من خلال ما تجري على يده من كرامات، ولست أدري هنا هل أصدق الحكايات، أم أصدق القرآن وقصة سيد الخلق وهو ينشر الدعوة في مكةالمكرمة، وكان كفار قريش يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم بكرامات ومعجزات، وكان القرآن الكريم يرد: «وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين» (العنكبوت 49)؟ ربما أتفق مع الشيخ الدكتور «عدنان» بأن أزمتنا بتعطيل العقل، ولكن هل يعرف هو والبقية أن تعطيل العقل سببه أن لدينا الكثير من أمثال «عدنان» الذين إن لم تتفق معهم في الفهم أو تصدق كراماتهم، فأنت إما كافر أو سفيه؟.