هل تتذكرون قصة السعودي «خالد القرشي» ؟ حسنا، سنذكركم بها باختصار شديد. إنه الشخص الذي تعاطفنا معه وقلقنا عليه عندما انتشر خبر اختطافه في الحدود اللبنانية السورية حين قرر المخاطرة بالذهاب إلى هناك لأخذ ابنته من طليقته لكنه وقع في أسر عصابة خطفته وقررت تصفيته بالقطعة إذا لم تستلم فدية كبيرة في موعد محدد. تابعنا حينذاك الأخبار المقتضبة من هنا وهناك، ودعونا الله أن يخلصه من خاطفيه لأنه في مهمة إنسانية أبوية أجبرته على المخاطرة. وفجأة نما إلينا خبر هروبه من خاطفيه وعودته سليما معافى، ليخرج بعد وصوله على قناة العربية ويسرد بعض تفاصيل قصته. حسنا، ما الجديد ؟ الجديد أن صحيفة الشرق تؤكد لنا في عدد السبت الماضي أن كل الحكاية لا تزيد عن فيلم كان القرشي بطله على خط التماس السوري اللبناني، أي أنه «مقلب» شربناه جميعا، ومعنا سفارتنا في لبنان التي كانت أحد مواقع إخراج الفيلم. الإثارة في خبر الشرق تلفت النظر إلى قصة خالد القرشي التي وصفتها سفارتنا في لبنان بحسب خبر الصحيفة بأنها حبكة درامية كان هو بطلها مع مجموعة من أقاربه، سببت إزعاجا للسلطات اقتضى الرفع عنها رسميا لوزارة الخارجية. أي لم يكن هناك اختطاف ولا يحزنون وإنما قصة مفبركة للحصول على المال بمشاركة آخرين. المواطن خالد القرشي يعمل في مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع أحد بالمدينةالمنورة كما أشارت صحيفة المدينة في تغطيتها لخبر احتفال المركز بنجاته من الاختطاف وعودته سليما معافى. وبالعودة إلى خبر أو تقرير صحيفة الشرق المفصل نجد معلومات وإفادات محيرة للمتبرعين بمبلغ الفدية والوسطاء في القضية يصعب تركيبها «على بعضها» في سياق منطقي، وتجبر قارئها على إثارة كثير من التساؤلات حول هذا الجدل والخلاف الذي أدى إلى تبادل الاتهامات بينهم. ومن ناحية أخرى هناك تضارب في المعلومات المنسوبة للسفارة أثناء القضية وما تقوله الآن في تقرير الشرق من أن طريقته في الحديث مع السفارة لم تكن تدل على أنه مختطف. والمثير أكثر أن خالد القرشي انبرى مدافعا عن نفسه وداحضا اتهامه بالفبركة بحسب ما نشرت صحيفة الشرق يوم أمس، ومستعد ل «المباهلة» في المسجد النبوي. بالتأكيد سيقول بعضكم ما الذي يستحق الكتابة عن هذه القضية ؟ حسنا، الأخ خالد ينتمي لجهاز له اعتباره الخاص من حيث الثقة في أخلاق وسلوك المنتمين إليه. ثانيا، القصة فيها مبلغ كبير من المال تم تسليمه لأشخاص في بؤرة ملتهبة بفصائل المتقاتلين من كل مشرب، وعندما لا يكون هذا المال قد ذهب فدية مقابل الاختطاف فإن المسألة فيها «إن» كبيرة. الكرة الآن كما أظن في ساحة السفارة السعودية في لبنان لتوضيح ملابسات ما وصفته بالحبكة الدرامية.