مصطَلحٌ مخذولٌ في بابِ الدّلالةِ العلميّةِ، بسببٍ من افتقارهِ لِمَا يُلَملِم تشظِّي أعضاءِ مُثاقفَتِهِ. ومرذولٌ فيما تحفِلُ بهِ المصطلحاتُ -عادةً- من حيثُ توسيعُ مناطاتِ المصطلحِ، في الاشتغالِ الإجرائي ،جرّاءّ إرباكِهِ للآخَرِ وارتِبَاكهِ بذاتِهِ. ومنقوصٌ في أعمالِ التَّكوثر المعرفيِّ، بحسبانِهِ مِن عُمالِ القَصِّ واللّصقِ لأكثرَ من مُنتجٍ، ودمجها -بالتّالي- في ضميمةٍ منتَفِشَةٍ، لعنوانٍ خلاّقٍ ومدهشٍ في بادي الرأي، ويكون من شأنهِ -في الغالبِ- الجَلْبُ للجوائزِ(الشّللِيّة) وَفقَ وصوليّةِ النّفعيّةِ ل:»اذكرني عند ربك»! ولئنَ كانَ مصطَلَحُ :»الانغذاميةُ»على ما مَضى من توصيفٍ سابغٍ، فإنّهُ: أدخل في مفهوم :»الفزعةِ» الموشومةِ منه في أيِّ مفهومٍ آخر. ولا يمكنُ تالياً استيعاب مُكوّنهِ، إلا بسياقِ بُعدِهِ »:الاجتماعيِّ» الظّاهرِ، إذ تجرّدَ قصدَاً من معاني: «المعرفةِ»، وبقيَ ذا نزعةٍ «فرديّةِ» لا فردانيّة، حتى وإن تلبّسَ بشيءٍ من زّخرفِ مقولِ قولها! وألفيناهُ مصطَلَحَاً مرهوناً بمصالحِ الذّاتِ المتوَرّمةِ، وبذوي القربى، واليتامى، والمساكين وابن السبيل، دون أن يكون ثمّةَ تفوِيتَ لاعتبارِ بيئةِ التكوينِ والمنشأِ: (براحة الحيَالة) ومشاهدِها الحميميّة! والتي كان فيها -ذاتُ المصطلح- مضغةً مُخلّقةً، أو إن تشأ وصفاً أرحب، فقل: إنْ هو إلا مصطلحٌ بيئي بامتيازٍ، قد خُلِق من طِينتِهَا خلقاً من بعد خلقٍ، وإلى رملها سيعودُ ثانيةً، ومن ترابها سيخْرُج تارةً أخرى. وإذن، فمصطلحُ (الانغذاميّة)، مصطلحٌ باذخُ التّفكهِ، ليّنُ الملمسِ، خَشِنُ العريكةِ، نزقُ الخصومةِ، سخيُّ الثّناءِ لمن كانَ جهينيّاً أو عُنيزيّاً، مِزاجيُّ التّوجهِ، انقلابيُّ الحِراكِ، ثوريُّ الصّوتِ، انبساطيُّ المقامِ، سامريُّ الطّربِ، حاضرُ العنادِ، أشهبُ الرؤيةِ، حادُّ المأخذِ، بهيُّ المطلعِ، داكنُ الوسطِ، سَودَاويُّ المخرج. وبشيءٍ من تؤدةٍ، وعلى نحوٍ من مداعبةٍ، يُمكِنُ تفكيكُ: «الانغذامية» بوصفهِا مصطلحاً منفكَّاً عمن تُنسبَ إليهِ بالمشتركِ اللفظيّ ليسَ غير. أقول: يُمكنُ تفكيكُ المصطلحِ (تقويضاً) بمعولِ :»الانقرائيةِ»، وذلك أنَّ هذه الأخيرةَ، هي: الأجدر بأن تُسفِر عن متنِ: «المصطلحِ» الضامرِ، في مقابلِ ترهلٍ يشكوه الهامش لمصطلحٍ تبيّن بجلاءٍ، أنّه طَيفِيُّ الألوانِ، مترجرج الدّلالةِ، إذ تنكمشُ دالّاتُه في البرودةِ، في حين تجعلُ منها الحرارةُ متمدّدَةً بطولِ شارع السلسلة حيثُ :»باريس نجد». ما مِن شيءٍ قد بقيَ لِيقالَ، سوى لفت انتباهِ مَن لَم ينتَبِه، إلى أنَّ: (الانحمزاويّة)، تلك المنْهَمّة بالكشفِ عن مستنقعِ: «الانقرائية»، والحؤولة بالتّالي دون تفشي حُمّى ضَنكِهَا، هي وحدّها التي تجيدُ التحريضَ للكتابةِ بهذه الطّريقةِ، ابتغاء الكشف عمّا لا يصحُّ السكوت عنه! وإذا ما قيلَ: «حمزة المزيني»، فانتظر معركةً علميّةَ محكَمةً، ينتصرُ فيها العلمُ، وتعلُو فيه رايةُ الموضوعيّةِ، بينما يُهزَمُ التّزييفُ ويولّي أصحابُه الدّبر.