أكتب اليوم صباح الجمعة 17 جمادى الأولى، وقد نمت البارحة سعيدة بعد تلقي خبر أفرحني, أجزم أنه سيسر كثيراً من المواطنات. اليوم أُعلن رسمياً عن صدور موافقة وزارة الداخلية على الشروع في إصدار تراخيص النوادي الرياضية النسائية، بعد إنهاء الدراسة التي اشتركت فيها 4 جهات حكومية: وزارات الشؤون البلدية, والصحة، والعمل والرئاسة العامة لرعاية الشباب, لوضع تفاصيل اللوائح التي تنظم نشاطاتها, والشروط لما تشمله من خدمات صحية وتأهيلية. في السابق, بسبب حشد واختزال مجالات المرأة تحت تسمية «المشاغل النسائية» كانت هذه التسمية, وما يقع تحتها من المسموح به من الخدمات تُولّد تفاوتاً في رأي المشرفين والمسؤولين حول ما يقع أو لا يقع تحت هذه المسميات, وتسببت في عرقلة كثير من المشاريع النسائية الاستثمارية لتقديم خدمات الرياضة والتأهيل البدني والصحي نتيجة تعطيل أو تأخير التصاريح الرسمية المطلوبة، بينما ما تقدم من خدمات ليس فقط استثماراً خاصاً كمؤسسات ربحية، بل استثمار عام في خدمة الصحة العامة، وهو الأهم. ليس الجانب التجميلي وتقديم خدمات التجميل للمظهر هو فقط ما تحتاجه النساء، بل الخدمات الصحية والتأهيلية: السمنة والبدانة منتشرة بصورة ملحوظة في مجتمعنا حتى بين الشابات، ولا يجدن طريقة مباشرة ومنظمة وتضمن النصيحة حول نظام غذائي سليم وتدريب بدني مرافق تحت الإشراف المتخصص.. وأمراض السكر وارتفاع الكوليسترول وترقق العظام وصل إلى مستويات من الانتشار المقلق. ثم طقسنا المليء بالغبار، وشوارعنا المكتظة بالسيارات والمتسكعين, وممارسات التحرش بأي امرأة تمشي في الشارع حرمت النساء من «المشي» أرخص وأبسط الوسائل المتاحة للتريُّض وترشيد الوزن ولياقة الجسد. الشعور بهذا الاحتياج دفع بعض السيدات إلى محاولة التريُّض في المجمعات المكيّفة، مما يُؤكد ضرورة النظر في إصدار قوانين صارمة لمعاقبة المتحرشين وإعادة حق الصحة الجسدية والنفسية إلى المرأة كي تستطيع ممارسة المشي في سلام، والسياقة بنفسها لتستطيع البعد عن عوادم الشوارع إلى حيث يتوفر الجو الصحي أو الهواء الطلق. شخصياً أرى أن أهم نعم الله على خلقه هي كون الفرد يتمتع بالصحة. بدونها لا يكتمل تفاعل المخلوق بمحيطه لتأمين احتياجاته البدنية والنفسية، والمرأة سواء كانت تلك الريادية المبادرة بالاستثمار في مراكز تقدم خدمات اللياقة والصحة، أو ربة بيت متعبة مسؤولة عن الحالة النفسية لكل أسرتها، أو المرأة العاملة المتأثرة بأجواء محيط وظيفتها, والفتاة الشابة التي تتطلع إلى التمتع بلياقة تليق بعمرها, كلهن بحاجة لهذه الأندية الصحية وما تقدمه من الخدمات المتخصصة. صدور الإذن بالتصريح رسمياً للمراكز النسائية الفردية بتقديم خدماتها بتوجه علمي تخصصي, خارج تفاصيل تنظيم ما تقدمه «المشاغل» من الخياطة والتجميل, هو مستجد يستحق الفرح والاحتفاء. لوزاراتنا الشكر نيابة عن السيدات جميعاً.. وفي انتظار التسريع في إصدار التصاريح.