لم أجد فيما كتبه ابن حزم في طوق الحمامة من مصارع العشاق ما يرقي إلى الهالة التي طبق كتابه الآفاق، فما خرج ما كتبه رغم إعجاب شيخنا أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري الذي تتبعه 1000 عام، وزميلنا د. معجب الزهراني الذي آثره على الامام الغزالي عن شغف ابن حزم وهو من عاش طقوس الإمارة في أجمل بقاع الأرض الأندلس بالشقراوات وما محضهن من لواعج البث. لا أعلم إن كانت ولادة بنت المستكفي كانت شقراء أم بيضاء بضة ناعمة الكفين. والبحث عن زوجة جميلة هو مبتغى الرجال من كان منهم وسيما أو دميما، وهو أمر مباح وإن لم يكن متاحا، لكن المبالغة في البحث عن نساء فاتنات الجمال قد لا يجده كل طلاب وإن كان الهوى غلابا. مقاييس الجمال تختلف من جيل إلى جيل ومن مجتمع لآخر؛ ونظرة البشر تختلف من جنس بشري لآخر، فربما أن المرأة البيضاء في السودان ليست لها مواصفات الجمال التي للمرأة السمراء، وكذا الحال مع ثقافات ترى في البياض جمالا بعكس السمار. لم يكسر هذا العبث العنصري إلا الشعب الأمريكي العظيم الذي بات الزواج بين السود والبيض متاحا في مسار حضاري رفيع. وأنا أقلب في بعض المواقع وجدت هذه الطرفة الجميلة التي يمكن أن تكون مضمونا لعنوان هذا المقال، وتقول: بعث امرؤ لأبى عزيزة مرة برسالة يبكى ويضحك ما بها فيها يقول: أريد منك حليلة شقراء معروف لديكم أصلها، وعزيزة وأريبة ورصينة فى عقلها.. وتكون ذات مال وفير.. تعطيه من بعد الزواج لبعلها.. وتطيعنى دوما وتهجر أهلها. فأجابه: وافى كتابك سيدى.. فقرأته.. وعرفتها تلك المطالب كلها، لو كنت أقدر أن أرى ما تشتهى.. طلقت أم عزيزة وأخذتها. لكن من يجد زوجا فيها مواصفات ما قال به امرؤ القيس: حجازية العينين مكية الحشى عراقية الأطراف رومية الكفل تهامية الأبدان عبسية اللمى خزاعية الأسنان درية القبل