استجابة لمطلب الكريم العزيز، فهد الأحمدي، من الزميلة (الرياض)، سأكتب اليوم معالم الصورة (البصرية) التي تستطيع من خلالها أن تتعرف على ملامح (السعودي) حينما يلتبس عليك الأمر وأنت تحاول توصيفه بين شعوب الأرض المختلفة. هنا بعض مواصفات ومقاييس (السعودي): السعودي هو من يشتم نظام الخصم على برنامج (حافز) حينما تقابله زبونا للنسخة الأخيرة من (الآيفون) ليدفع فيه ضعفي مكافأة حافز. هو من اخترع في قاموس اللغة مفردة (طفران) وهو ينزل من سيارة (الكشخة) لآخر موديل ذاهبا لمكتبه الحكومي على المرتبة الرابعة. هو من ترك مقعده الجامعي بعد سنة ونصف من الفرصة ليتفرغ لمواقع التواصل الاجتماعي يعدد مثالب الجامعة التي (تآمرت) عليه وعلى الآلاف من زملائه لتطرد هذا (الجهبذ) العلامة من قاعات الجامعة. تسأل عنه في كشوفات الحضور فتكتشف أنه كان منتظما في أول ثلاثة أسابيع وغائبا بعدها لثلاثة فصول دراسية انتهت بإنذارات ثلاثة. السعودي هو نفسه الذي بحث بعد (الطرد) عن الفرصة فوجدها في ثلاث شركات، وآخرها أعطته خمسة آلاف ريال: تركها بعد شهر ونصف لأن المبلغ لا يتناسب مع إمكاناته ومواهبه. تكتشف أن (ملفه الأخضر) مليء بشهادات مشتراة من مكاتب تدريب وكليات الشقق المفروشة. السعودي هو من يذبحك نفاقا عن وعظ الخصوصية في بلده ثم تجده على رأس كبار الزبائن للأسواق الحرة حينما ينزل أول مطار خارج الحدود. السعودي هو من يتلوى بسيارته كالثعبان المخيف، ضاربا بكل القوانين عرض الحائط في شوارع بلده ولكنه في المنامة أو دبي، يشاهد الخط الأصفر كالثعبان القاتل الذي لا يستطيع الاقتراب منه. السعودي هو من يهدر ويزمجر ضد مقترح أن تبيع المرأة، وللمرأة، ثياب المرأة، ثم يطلب على (النت) سائقة أجنبية تجوب بعائلته في مدن الخليج لأن ذلك مدعاة للأمان وللحشمة. السعودي هو من يدفع في المعدل ثلاثة آلاف ريال لتكلفة حادث سير، وهو من يدفع أيضا في المعدل، كما تقول الإحصاءات، أربعين ألف ريال لحوادث السير طوال الحياة، لكنه في المقابل لا يدفع ريالا واحدا على الطرد الفوري لشريكة الحياة من المنزل حينما يمل منها منتصف ليل أسود، وعلى طلب عزيزي، فهد الأحمدي: أكملوا بقية المواصفات والمقاييس.