ما صدقنا نغلق باب خطبة الشيخ الدكتور محمد العريفي، في مصر، وما صاحبها من انفلات لفظي من هواة الصيد في الماء العكر، حتى ظهر الشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعبر موقعه منتقدا الدكتورة سهيلة زين العابدين، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على ما كتبته عن تولية المرأة الولاية العامة في المناصب الكبيرة، وردت الدكتورة سهيلة، مبررة قولها بما حدث في عهد الصحابة من قصص وأحاديث، نُقلت بالتواتر، وتؤكد أخذ الصحابة برأي المرأة، وقالت إن ما اعتقد به بعضهم بالتطاول – تقصد الفوزان- كان دراسة للأحاديث المتواترة الضعيفة فقط. محور الاستشهاد حديث عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى فقَالَ: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً. وهو حديث له علاقه بقصة محددة، والاستشهاد به لا يستخدم في أي منصب تتولاه المرأة، وقد لا يتخذ صفة الشمولية الزمانية، بل إن المقصود، لا تتسلم المرأة الولاية العظمى وهي الخلافة التي ينضوي المسلمون جميعاً تحتها، وهذه لها باب وجواب شرعي، أما مشاركتها في مجالس الشورى والمجالس البلدية والوزارات ومناحي الحياة اليومية، فهي ذات دلالات حضارية، وتعطي قيمة لمكانة المرأة في الإسلام. بين الشيخ الفوزان والدكتورة سهيل مسافة تكفي لإيقاظ فتنة «نائمة» في مرحلة لا تحتمل الجدليات، ونذكرهما ب»قصر في الجنة لمَن ترك المراء وإن كان محقا».