وسائل التقنية هي من أكثر المجالات التي يمكن الاستفادة منها في تفعيل العمل الثقافي سواء أكان عملا رسميا يتبع جهة أو مؤسسة ثقافية ما أو غير رسمية كالملتقيات الثقافية الأهلية والمنتديات الخاصة: (الثولثية أو الربوعية أو الاثنينية) أو غيرها من الملتقيات التي درج تسميتها بمثل هذه المسميات. عالم الفضاء الإلكتروني أكثر مما يحصيه أحد، والمنتديات الثقافية الإلكترونية متعددة ومنتشرة بعرض وطول شبكة العنكبوت. نحن أمام فضاء مفتوح. فضاء يختلط به الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني والاقتصادي على كافة الأصعدة والتوجهات. هذا الفضاء هو الاستثمار الحقيقي في نشر أو فكرة أو تداول أي موضوع أو مناقشة الآراء. عالم (اليوتيوب) تحديدا صار أكثرها غناء وثراء وانتشارا، بل أصبحت له قنواته الخاصة بحيث صار فضاء موازيا لفضاء القنوات التلفزيونية، والمؤسسات الثقافية (أندية أدبية، جمعيات الثقافة والفنون، الجامعات) أو غيرها، والملتقيات الثقافية الخاصة تحفل بعدد ولو بسيط من العمل الثقافي الذي لو أحصيناه لربما كان متوسط النشاط في الأسبوع نشاطا أو نشاطين؛ مما يعني أننا أمام كم ثقافي يمكن أن يحقق فاعلية ثقافية لا بأس بها.. يبقى الكيف هو الحكم في الأخير. هذه الأنشطة على عددها الذي طرحناه لم ينتقل إلى فضاء اليوتيوب حتى الآن إلا نادرا، فقط بعض البرامج التلفزيونية التابعة لبعض القنوات هي التي استثمرت اليويتوب لنشر برامجها. بقيت المؤسسات الثقافية متأخرة كالعادة عن استثمار التقنية سواء عن طريق البث المباشر أو التسجيل. لو خصصت كل مؤسسة ثقافية عددا من محاضراتها أو مسرحياتها أو لقاءاتها لا تتعدى خمسة أنشطة بالكثير في السنة لوجدنا عددا كبيرا مما يمكن عرضه على اليويتوب كفعل ثقافي يذهب إلى الجمهور أكثر مما ينتظرهم أن يأتونه ثم لا يجد إلا عددا قليلا من الناس. بعد مواقع التواصل الإلكتروني لم يعد الأمر مجديا من الناحية الثقافية مخاطبة أهل المدينة الصغيرة بل الأجدى مخاطبة العموم الثقافي والتواصل مع الأطياف المختلفة في أنحاء المعمورة، لذلك فإن اليوتبوب هو أنجع وسيلة يمكن أن تحقق هذا الهدف، خاصة أن المؤسسات الثقافية عادة ما تحتفظ بأنشطتها مصورة وما عليها إلا منتجتها وتحميلها وعرضها على الناس.