ببساطة لأنه شيخ عقلاني وداعية معتدل وإمام وسطي يبتعد عن العراك الأيديولوجي والادعاء المزيف. وصل إلى إمامة المسجد الحرام ومع ذلك يتعاطى مع كل المسائل ومستجدات الحياة بشكلٍ واقعي وعملي وبعيداً عن المهاترات الشخصية. أحد الدعاة شنّ هجوماً ضد قناةٍ فضائية بسبب موقفٍ شخصي. مع أن زملاءه الدعاة يتمنون أن يظهروا فيها. هي قناة عائلية محترمة لم تبث عُشر القناة اللبنانية التي يظهر فيها ذلك الداعية. لم تبث القناة التي يهاجمها ذلك الداعية تلفزيوناً واقعياً ينقل تفاصيل عشرة شبابٍ وفتياتٍ في برنامج هواة وهو أكثر برنامج تجاوز سقف المعتاد عليه في بيئاتنا العربية. لكن مع ذلك أصر الداعية (الشخصاني) على أن يهاجم القناة.. ربما لأنها لم تحفل به ولا ننسى أن بعض الدعاة الذين لم ترغب القناة بهم بسبب قلة شعبيتهم طاروا بتغريدات ذلك الداعية الشخصاني وعملوا لها (ريتويت). حين انتقد الشيخ عادل الكلباني (الداعية الشخصاني) جنّ جنون بعض الأتباع، وأصبحوا يدافعون عن داعيتهم بانتقاصٍ شخصي من الشيخ عادل، بما لا يتوافق مع دعاوى التدين الذي هو خلق بالأساس. يسخرون من الكلباني بكلماتٍ لا تفضح إلا أسلوبهم وسلوكهم واتجاههم الفكري والعملي والأيديولوجي والحركي. الكلباني فقط وضع الهجوم على القناة من قبل ذلك الداعية في إطارها "الشخصي" لا "الديني" وهذه رؤية عقلانية أوجعت من هام بالداعية حباً من دون عقلٍ أو تبصّر. "العمى الفكري" هو الذي يسيّر أغلب الآراء لمن طبع على عقله فهو لا يستخدمه إلا لمصالحه. لندخل فقط على "اليوتيوب" ولنر كيف هي تناقضاتهم. "الخطاب السابق" ثم "الخطاب اللاحق" بعض القنوات كانت محرمةً لدى البعض ثم حين دخلوا إليها صارت جيدة ثم حين خرجوا منها صاروا يشتمونها "فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون". من حق الإنسان أن يسير وراء مصالحه الشخصية أولاً وهذه جبلة فطرية وطبيعة الأمور في هذه الحياة لكن ما ليس من حق أحد أن يمتطى الدين ويُستخدم من أجل المصالح الشخصية وبين هذه وتلك فرق كبير جداً. بآخر السطر، ليت أن لدينا أكثر من شيخٍ بمستوى وسطية وحكمة الشيخ الكلباني الذي أعلم أنه يلقى المضايقات في آراء كثيرة ليس أولها رأيه بالموسيقى، وليس آخرها كشفه لمستوى "الشخصانية" في "الرأي الديني".