معظمنا يعرف بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت (المسؤولة عن تشغيل أغلب كمبيوترات العالم بواسطة برامج ويندوز)! ومعظمنا يعرف ستيف جوبز الذي قدم في شبابه أول كمبيوتر شخصي، وقبل وفاته الآيباد (أول كمبيوتر لوحي) والآيفون (أول هاتف ذكي)! ومعظمنا يعرف أيضا الأسماء الكبيرة التي شكلت عالم الانترنت مثل مارك زوكربيرج (مؤسس الفيس بوك) ولاري بيج (مؤسس جوجل) وتشاد هارلي (مؤسس اليوتيوب) وجاك دورسي (مؤسس تويتر)..!! ولكن في المقابل - وعلى المستوى المحلي - من منكم يعرف عبدالله الزامل وأحمد العبودي وجهاد العمار؟! فهؤلاء الشباب لا يقلون ذكاء وألمعية عن الأسماء التي نستشهد بها دائما في عالم الانترنت والتقنية.. والفرق الوحيد أنهم لا يملكون عيونا زرقاء ولا يعملون في وادي السيليكون في أمريكا.. فالمهندس عبدالله الزامل مثلا أسس مشروعا على النت يدعى "إس- مي" يعد بمثابة مجموعة متنقلة للتواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات (ضمن شبكة واحدة ويتم الوصول إليها باشتراك موحد).. وقد اختير مشروعه ضمن أفضل 50 مشروعاً تقنياً على مستوى العالم، وفاز بجائزة البنك الدولي لحاضنات الأعمال، واحتل المركز الرابع كأفضل مشروع تقني تجاري ناشئ على مستوى الشرق الأوسط.. ورابط الموقع هو (www.s-me.com). أما أحمد العبودي فلديه شعبية كبيرة بين هواة الرحلات وعشاق الحياة الفطرية.. فهو مؤسس موقع "مكشات" الذي يعد أول موقع عربي يعني بالرحلات وتقلبات الطقس وتقديم النصح لمرتادي الصحراء.. وحصل على شهادة الجودة العالمية الأيزو عام 2008.. والجميل أن أعضاء الموقع (الذين تجاوز عددهم الآلاف) تحولوا بمرور الأيام إلى مراسلين يتبادلون النصائح والخبرات وينقلون (صورا حقيقية) لما يشاهدونه على أرض الواقع.. ورابط الموقع هو (www.mekshat.com).. أما جهاد العمار فأدرك بذكاء تغير عاداتنا الغذائية وتنامي ظاهرة تناول الطعام خارج المنزل فأنشأ مشروعا لتقييم المطاعم يدعى "قَيم" - يغنيك عن المرور بالتجربة السيئة بنفسك.. ورغم أن فكرة التقييم ذاتها ليست جديدة (فأنا شخصيا أستعين بموقع عالمي لتقييم الفنادق والخدمات السياحية يدعى tripadvisor) إلا أن العمار قدم لنا أول مشروع يتوجه مباشرة للعائلات السعودية، وأول موقع عربي يستخدم التقنية لنقد وتقييم المطاعم العالمية.. ورابط الموقع هو (www.qaym.com). بقي في النهاية أن أشير الى أربع نقاط سريعة مهمة: - الأولى: أن هؤلاء الثلاثة لو كانوا في دولة متقدمة، أو ظهرت مشاريعهم في سوق أكبر، لأصبحوا الآن بمستوى مؤسسي الفيسبوك وتويتر وترب إدفايزر. - الثانية: أنهم مجرد نماذج قليلة لآلاف الشباب المجهولين الذين ينتظرون فرصة الرعاية من القطاع الأهلي والحكومي.. ناهيك عن دخولهم في شراكة مع رجال الأعمال! - الثالثة: أن الزامل والعبودي والعمار يعدون استثناءً (بل ومحظوظون) كونهم عثروا في بداية حياتهم على جهة رعتهم بالمال والخبرة وتحويل مشاريعهم إلى منتجات ناجحة. - أما النقطة الرابعة والأهم فهي أن الجهة التي رعتهم مؤسسة حكومية غير ربحية تدعى "بادر" أدعو الشباب للتواصل معها (على هذا الرابط badir.com.sa) لدراسة إمكانية تحويل أفكارهم التقنية الى مشاريع ناجحة. وفي حال احتجت لمزيد من المعلومات ابحث في النت عن مقال سابق بعنوان: "سأخبركم أين يذهب شبابنا الطموح"!!