لكل وطنٍ رمزه، بل رموزه العظيمة المحترمة، يحمل إعلامه «الحر» أمانة تكريسها في نفوس أبنائه جيلاً بعد جيل، وحمايتها بالأنظمة والقوانين الصارمة من أي خدشٍ أو ابتذال، أنظمة وقوانين تنقل الوطن من ثقافة «الرقابة» المتغابية، إلى ثقافة «الاحترافية» المهنية الذكية المسؤولة! ولا جدل أن الملك «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» هو رمز وطننا الأول الأعظم، ومؤسس وحدتنا التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً في جزيرة العرب! ولكن من يطالع «القراطيس» التي يحشون بها جماجم أبنائنا في «كَتَائِيب كواكب التربية والتعليم» لايرى إلا رجلاً خارقاً على أرض مفروشة بالورد، وجد شراذم ممزقة من «الرعيان» و»الفلاحين» تنتفض رعباً من قطاع الطرق والصعاليك! وما إن أعلن نفسه ملكاً على أولئك «الشراذم» حتى انتقلت «أم الركب» إلى أولئك اللصوص و»الحنشل» وبادروا بتسليم أنفسهم معلنين التوبة والولاء والإخلاص! وفي الوقت الذي تقرأ فيه تقرأ تاريخ «الملك عبدالعزيز» لأبرز الأسماء المثقفة في العالم العربي أمثال: «أمين الريحاني»، و»خير الدين الزِّرِكلي»، و«عباس محمود العقاد»، و»طه حسين»، لاترى في «كوكب الثقافة والإعلام» من التليفزيون والصحف، ولا في كواكب أخرى فيما يسمونه «أوبريتات»: غير تأريخ «شعبوي» ساذج، يرتكز على تصوير «نجد العَذِيَّة» ب»جادلٍ مزيونة»، ظلت تتأبى على فرسان الجزيرة وصناديدها «المتسدِّحين» عند قدميها! وفجأة، وهي تمشط شعرها: لمحت «أبا تركي»، فشهقت شهقة «نوال الزغبي» ل»وائل كفوري»: «إنتا اللي بحبو أنا»! ولا تقارن هذه الصورة البائسة لرمزنا الأعظم بتصوير الزميل/ «أبي الطيب الكذاذيبي» التي طلب «نابليون» ترجمتها له: وَقَفْتَ وما في الموتِ شكٌّ لواقفٍ كأنك في عينِ الردى وهو نائِمُ تَمُرُّ بك الأبطالُ كَلْمى هَزِيمَةً ووجهُك وَضَّاحٌ وثغرُك باسمُ ! بل قارنها بتصوير «بدر بن عبدالمحسن» العلاقة بين «الرمز وشعبه» في عموم شعره الوطني، كأغنية «طلال مداح»: الله الأول وعزك يا الوطن ثاني لاهل الجزيرة سلام وللملك طاعة حِنَّا جنود الحرس للقايد الباني سيفه ورمحه وكف الشيخ وذراعه! وضع مكان «القايد الباني»: «سعود»، «فيصل»، «خالد»، «فهد»، «عبدالله»، «سلطان»، «نايف»، «سلمان»، ولاتغيِّر شيئاً!! أما الثقافة «الشعبوية» فلن تتوقف عن ابتذال الرمز الأعظم، وهاهي «تهايط» بإطلاق اسمه على مهرجان «مزاين الإبل»!