قدمت لنا وزارة التربية والتعليم شعارا جديدا يعكس هوية جديدة لرؤيتها وخططها الاستراتيجية في الميدان التربوي، لكن بقي أن تقدم لنا الناس الجدد الذين سيحملون هذا الشعار، ويعكسون هذه الهوية، ويترجمون هذه الرؤية، وينفذون هذه الخطط الاستراتيجية! لأنها إذا كانت ستفعل ذلك بنفس الأدوات القديمة، فإن شعارها وهويتها ورؤيتها وخططها الاستراتيجية الجديدة لن تكون أكثر من فاصل إعلامي جديد، من سلسة فواصل مكررة تقدمها لنا الوزارات والمؤسسات بين وقت و آخر! فلن تحقق الوزارة شيئا بعقول إدارية ما زالت أسيرة البيروقراطية والنمطية الإدارية القديمة، ولن تحقق شيئا مع معلمين ومعلمات شغلوا عن التفرغ لمهنة التعليم بملاحقة حقوقهم بتحسين مستوياتهم ودرجاتهم الوظيفية في مكاتب الإدارة بدلا من صفوف الدراسة، ولن تحقق شيئا مع بيئة تعليمية تقع في أسر المباني المستأجرة أو الأعداد المتكدسة! أعلم أنها مهمة صعبة وإرث ثقيل ومسؤولية عظيمة تلك التي تحملها الوزارة بالمخلصين من رجالها ونسائها على عاتقها لتصحيح مسار التعليم وانتشاله من دوامة التخبط والضياع، لكنها مسؤولية لا بد وأن يتصدى لها وحسب من يملكون الكفاءة والمقدرة على الاضطلاع بها؛ لأنها تتعلق بحاضر ومستقبل البلد، ولا مجال للتسامح مع أي تقصير أو اجتهاد أو هدر للوقت! لذلك، مهما بدا المجتمع قاسيا في نقد المسيرة التعليمية، فلأنها مسيرة تمس كل فرد فيه، ولا يخلو بيت واحد من مقياس نجاح أو فشل هذه المسيرة!.