(1) المشكلات تتشابه وتحدث في كل مكان في هذا العالم.. طريقة معالجتها هي التي تختلف من مكان إلى آخر: هناك «حل» يعالج المشكلة في تلك اللحظة.. لتتكرر بعد فترة! وهناك «حل» يقرأ أسبابها حتى لا تحدث مستقبلاً. هناك حل ينشغل بالنتيجة، وحل ينشغل بالسبب. وهناك «حل مؤقت» كل ما يفعله هو تأجيل النظر إليها والهرب إلى الأمام. وهناك «حل» هو مشكلة بحد ذاته.. حل يحتاج إلى حل!! (2) البطالة كانت -وما زالت- وستظل: مشكلة. حافز: حل... مؤقت! بعد فترة.. حافز: مشكلة! (3) تعالوا لنناقش «مشكلة» محلية أخرى: الأخطاء الطبية -على سبيل المثال- وآخرها ما حدث في مستشفى عرفان في جدة.. لم تكن المرة الأولى التي يموت فيها مواطن بسبب خطأ طبي.. يحدث هذا الأمر في كافة الجهات، وبأشكال مختلفة، وأضرار متفاوتة ولا يستثنى من المستشفيات خاص أو حكومي.. بل إنها -في نفس مستشفى عرفان- لم تكن المرة الأولى التي يموت فيها أحدهم بسبب خطأ طبي.. والأعمار بيد الله. المشكلة: خطأ طبي. الحل الذي قامت به وزارة الصحة: إغلاق المستشفى! هذا الحل لم يفكر ب»مشكلة» عشرات الآلاف من المراجعين. هذا الحل لم ينتبه ل»مشكلة» أكثر من 300 موظف وموظفة في هذا المستشفى. هذا الحل نسى أن الحصول على سرير في مستشفياتنا مشكلة.. وإغلاق مستشفى يضاعفها. هذا الحل يحتاج إلى «حل»!! أين عيون، وإشراف وزارة الصحة عنه -وعن غيره- منذ سنوات؟.. لماذا لا تكون هنالك غرامات ضخمة توضع كقانون مكتوب ضد أي خطأ طبي ويتم التعويض بملايين الريالات، فرجال الأعمال لا يفزعهم سوى هذا؟.. لماذا لا تسحب الرخص منهم؟.. لماذا لا تصبح تحت الإشراف المباشر للوزارة؟... سيقول قائل: «خل الوزارة أول تسنّع مستشفياتها الحكومية!» وفي الختام، سؤال صغير جدًّا لوزارة الصحة ووزيرها: هل تهتمون لكل حالة -مهما كان وزنها في المجتمع- وهل لديكم القدرة على إغلاق أي مستشفى مهما كان اسم مالكه؟! أقول وأمري إلى الله: لا أظن... وهذه مشكلة المشكلات التي لا حل لها سوى الحل! (4) بعض مؤسساتنا ووزاراتنا تنتج المشكلات -وبمهارة- أكثر من إنتاج الحلول!