أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخبر التالي: (إن الفرقة الميدانية كشفت عن مواقع أعدها مجهولو الهوية لتصنيع المسكرات وترويجها في الأودية المحاذية للمحافظة "خميس مشيط" من الجهة الشرقية عثرت فيها على بركة مهجورة تزيد سعتها على 400 طن إضافة إلى 570 عبوة مملوءة بالمادة المسكرة معدة للترويج في نفس الموقع. وقامت الفرقة بإتلاف جميع هذه الكميات ووضع هذه المواقع تحت الرقابة المستمرة مشيرًا إلى انه تم الاستعانة بآلات لضخ هذه المياه المخمرة استمرت عملية الإتلاف فيها لثماني ساعات متواصلة).. انتهى تصريح الهيئة لم أكتف بنقل المعلومات: أربعمائة طن تخمير وخمسمائة وسبعون عبوة جاهزة بالمادة المسكرة واستغرق شفطها ثماني ساعات متواصلة. لكي يطمئن القارئ نقلت الخبر بالنسخ واللزق بصورته التي ورد بها في جريدة المدينة. إذا حولنا هذه الأطنان من المادة المخمرة إلى لترات سنضرب في ألف(1000) ليكون معنا أربعمائة الف لتر وإذا حولنا هذه الكمية إلى قوارير حسب معايير العبوات الاسكتلندية معدل 700 ملي متر للقارورة. فسنجد أن خميس مشيط كانت في انتظار حوالي ثمانمائة الف قارورة خمر في غضون شهر كما سأوضح. تعد أسكتلندا اكبر مصدر للخمور في العالم. تشكل صناعة الخمور ثالث اكبر مورد لبريطانيا العظمى . تنتج مصانع الخمور الاسكتلندية يوميا حوالي خمسة وعشرين مليون قارورة توزع على العالم (باسره). إذا قارنا بين سكان العالم ستة مليارات وبين سكان خميس مشيط سنجد أن سكان خميس مشيط لا يشكلون نسبة تذكر حتى إنني عجزت عن تحديد النسبة. وإذا أخذنا في الاعتبار أن الخمر ممنوع في خميس مشيط ومسموح به في بلاد العالم التي تصدر لهم أسكتلندا. وأخذنا في الاعتبار أيضا أن شاربي الخمر في محافظة خميس مشيط أنهم قليلون جدا كما يفترض لأسباب دينية واجتماعية، سنجد أنفسنا في النهاية أمام خبر لا يقل إثارة عن أهم خبرين في تاريخ البشرية الأول خبر نزول الإنسان على القمر قبل أربعين سنة، والثاني خبر مشاهدة رجال الهيئة في المدينةالمنورة امرأة سوداء تطير. إذا أخذنا الأرقام التي طرحتها الهيئة كما هي فهذا يعني أن هذه الكمية لو سمح بتصديرها للعالم لضربت سوق أسكتلندا وكبدت الحكومة البريطانية خسائر فادحة. لا ننسى أيضا أن هذه الكمية المخمرة معدة في ظروف غير مناسبة الأمر الذي يدفع أصحابها إلى سرعة تقطيرها قبل أن تفسد (تتحول إلى خل) أو تكتشفها الهيئة (بالصدفة!!). لكي نزيد الأمر غموضا وإثارة نشير إلى أن صاحب الحفرة إذا أراد تقطير هذه الكمية المتخمرة في حفرته يحتاج إلى مساندة مئات الرجال المدربين والموثوق فيهم أو تجهيزات عالية التقنية تعوض عن الأيدي العاملة البشرية وتقلل دائرة المطلعين. في كلتا الحالتين نحن أمام مصنع لا مثيل له في أسكتلندا أو في أي مكان في العالم والأهم أن أصحاب الحفرة لا يشعرون بخوف أو مقاومة من أي قوة امنية باستثناء الصدفة. من يتابع أخبار الهيئة يكتشف أن الإخوة في الهيئة مصرون على إدخال المملكة موسوعة غينيس بأي ثمن.