قريبا ينضم إلى كتّاب «الشرق» الزميل سمير محمد مؤلف كتاب «سعودي لكن لقيط» بعد أن تبنت الصحيفة رغبته في الكتابة إثر نشرها قصتين متواليتين عنه. سمير لم يكشف بعد عن اسمه الحقيقي فهو لا يزال كما يبدو في مواجهة مع المجتمع الذي عامله باحتقار ونبذ وإقصاء منذ طفولته على جرم لم يرتكبه ومع ذلك تحدى هذا القمع وشق طريقه ليذيق المجتمع سياطاً موجعة من النقد والكشف كما يتبدى من خلال صفحته في تويتر، وكما يقال عن كتابه الذي ينتظر الفسح كما هي العادة. تغريدات سمير تكشف الثقة العالية والاعتزاز بالنفس ورد الصفعة ساخنة قوية لمجتمع تعالى عليه، ونظر إليه بدونية ومع ذلك فهو ليس ناقماً بقدر ما هو متطلع إلى تحرر المجتمع من سلبياته وتجاوزه عقده الكثر، والتعامل مع الأفراد وفق الأهلية والقدرة وليس لاعتبارات الحسب والنسب فقط. كان الطبيعي أن يصبح سمير شخصاً معزولا مدحورا كما هو حال أقرانه من اللقطاء أو على الأقل يستر وضعه فلا يكشف عنه لأحد لكنه لفرط طموحه واستقلاليته أدرك أن نبذ المجتمع لن يعيقه وأن احتضانه لن يزيده شرفا فاختار طريق المواجهة والمصادمة لعل زملاءه يشعرون بالتحرر ذاته فيتخلصون من عيب العار والذل ويندفعون لبناء حياتهم بعزة وكرامة متحررين لأنهم وحدهم الذين يستطيعون تشكيل حياتهم إن خلصوا ذواتهم من أدوات التبعية والركون. لم يبق أمام سمير سوى كشف شخصيته فكل ما فعله فخر وإنجاز من أجل أن يكون نموذجا وقدوة لأقرانه، وفخراً لزوجته المستقبلية ذات الأسرة الرائعة والعظيمة. أعتقد أنه حين سيبدأ مقالاته ستظهر ممهورة باسمه الفعلي حتى لا تصبح جرأته ناقصة وانتصاره قاصرا.