متى يستوعب الفلسطينيون الدرس؟! .. ويدركون أن القاسم المشترك في قضيتهم هو مواجهة العدو، وينهون حالة الانقسام التي تبعثر جهود الأمة المبذولة، من أجل استرجاع حقوقهم، ويجعلون من هذا العدوان الإسرائيلي المتكرر فرصة لتوحيد الصفوف، وإنهاء حالة من العبث تقود إلى الاستمرار في دروب الشتات.. وفي ظل هذا الوضع المعلق بين أطراف المصير المشترك، لن يستطيع أحد أن يخطو خطوة إيجابية، تصب في مصلحة القضية التي تعتبر محور اهتمام العالمين العربي والإسلامي .. لا لهؤلاء الذين اختاروا المفاوضات طريقا لاسترجاع الحقوق ولا لهؤلاء الذين اتخذوا المقاومة سبيلا لتحرير الأراضي، وستضيع الجهود المبذولة أدراج الرياح .. خاصة أن المواجهة الآن أصبحت على جبهتين، الأولى الذهاب إلى الأممالمتحدة والاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو، وتلك خطوة كانت شرارة العدوان وتشتيت الرأي العام .. وتعمل إسرائيل جاهدة على تجييش حلفائها، لمواجهة هذة الخطوة وتشريع جميع الوسائل الممكنة وغير الممكنة، للتصدي بكل ما أوتيت من سلطة وتسلط بدعم ومباركة واشنطن .. حتى بلغ الحال إلى التهديد بحل السلطة وإلغاء اتفاقيات والجبهة الثانية هي العدوان الهمجي على قطاع غزة ولفت الأنظار بحجة الدفاع عن النفس من صواريخ حماس.. فبعد أن عاش العالم لحظات من الترقب، وحبست الكرة الأرضية أنفاسها، بانتظار الإعلان عن سيد البيت الأبيض .. حيث جميع الملفات علقت والقرارات السياسية جمدت .. وعلى أمل أن نبدأ عالما جديدا أكثر إنصافا وعدلا، غير أن علامات التوتر عادت وبؤر النزاع ازدات سخونة وغليان .. وعلى عادتها عندما تجد نفسها في مأزق سياسي أو استراتيجي وتدرك أن المحيط المبعثر يسمح بالمغامرات، عادت إسرائيل إلى التصعيد. ومن بين أبرز الأسباب التي دعتها إلى ذلك مشروع الدولة المراقب، الانتخابات الإسرائيلية، الوهن الذي أصاب محور إيران - حماس، إحراج الوسيط المصري الذي لعب دورالتهدئة..وكانت الإشارة الأولى التي صدرت عن الإدارة الأمريكية سيناريو قديما .. جديدا حيث لم تخف واشنطن تضامنها مع العدو الإسرائيلي فيما أسمته حقها في الدفاع عن النفس من صواريخ حماس.