صَوّرَة وَزَّعْهَا الشيخ الدكتور سلمان العودة في حسابه على (التّوِيْتَر) ليلة عَرَفَات، ثمّ تناقلتها الكثير من الصحف ومواقع الإنترنت! في تلك الصورة يظهر الشيخ (سلمان العودة) مُحْرِمَاً يَمْتَطِي (دَبّابَاً) يتنقل على صهوته بين المَشَاعر. وبغض النظر عن الرسائل الشخصية التي أراد إيصالها الشيخ بصورته تلك - وبعيداً عن فضيلته، فله المكانة والتقدير والاحترام - لكن الملاحظ أنّ بعض الدعاة والمثقفين أصبح (التويتر) حياته، فحتى لو (كَحّ) فلابد أن يَكْتُب ذلك في (التويتر)؛ لِيَشَاركه المُتَابِعْون في كَحّتِه! وهنا لاشك أن (التويتر) هو (الحرية) الأوسع ، وهو العَالم الافتراضي الذي لا ترى فيه ( مِقص رقيب)! وأيضاً (تويتر) هو المحطة التي ليس فيها طَبقيّة، بل الجميع في الرحلة سواء، لا فرق بين (مدير أو خَفِير وفقير)! لكن ومع كل تلك التسهيلات والمساحات الحرة التي يقدمها (الَسّيّد تويتر) لابد من حدود وقواعد تحكم تَغْرِيدات الإنسان (أيِّ إنسان)، فما بالك لو كان داعية أو مثقفاً يتبعه ويقلده طائفة كبيرة من الناس. وأعتقد أن من أهم تلك القواعد: التّثَبّت في نَقْل الخبر والمعلومة حتى لا يكون الإنسان بُوْقاً لِنَقْل الأكاذيب والشائعات. وكذا التّرَيث قبل إصدار الأحكام على الأحداث، فكم شهدت ساحات التويتر من فَتاوى متعجلة، تراجع عنها مُغَرّدوها بعد أن اهتزت صورتهم ومكانتهم! ومن تلك القواعد أن لا يكون الإنسان مجرد لوحة إعلانية لغيره مهمته مجرد (رِتْوِيْت)، بل لابد أن تكون له شخصيته المستقلة في توليد الأفكار والمعلومة، وفي تَمْحِيْص ما يَنْقُلُ منها! وأخيراً من المهم في (دنيا التويتر) ترشيد التغريدات فيما له فائدة للناس؛ حتى لا يُمَلّ الإنسان، وحتى لا ينطبق عليه المَثَل الشّعْبِي : ( عَنْز بدو طَاحَت في مِريْسَة)، ذلك المَثَل الذي يتحدث عن (مَاعِزٍ) جاءت من البادية، فأعجبها شَراب المِرِيْسَة وهو ( الإِقْط المُذَابُ في الماء)، ولأنها لم تتعود عليه فقد أكثرت منه فَمَاتَت!!