في مُدِنٍ: «الكبريتِ» تحترقُ الفصولُ كلّها، في حين يبقَى: «الربيعُ» شاهداً على أنّه كانَ لِبعضِهم: فتنةً، بينما الآخرونَ سيكونُ لهم مع هذا: «الربيعِ» شأنٌ آخر إذ سيتمَتّعون بشيءٍ مِن مخرّجاتِهِ، ولكنّه تَمَتّعٌ حتى حين! و»أبو عبدالرحمن بن عقيلٍ الظّاهريِّ» مِن قلّةٍ فاقهةٍ تُبصِرُ: «الفتنةَ» حالَ إقبالِهَا بِبُرهانين، شرعيّ وعقليّ، ولهُ في ذلك قصب سبقٍ اشتغلَ عليها بوصفه: «النذير العريان» محذرِاً من مغبّة فتنٍ لمّا تلحَقُ بنا بعدُ، في الأثناءِ التي لم يشتغل عليها: «الآخرون» إلا عقبَ أن أدبرَت وفَعلت فَعْلَتَها الضّارة فينا! وهاهو: «أبو عبدالرحمنِ» لا يَرى فيما يسمونَهُ: «ربيعَاً» إلا: «حريقَاً» ليسَ هذا وحسبُ، وإنَما يأبِى أنْ تظلّ معاقدَ ألويَةِ: «مخرّجات» هذا الربيع ذاتَ: «رايةٍ عِميّةٍ» الشأن الذي نبّه عليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم تنبيهاً خاصاً بقوله: (مَن قاتل تحت رايةٍ عِميّةِ يغضبُ لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة، فقُتِلَ فقِتْلَةٌ جاهليّةٌ) -رواه مسلمٌ وغيرهُ من حديثِ جندب البجلي وأبي هريرة- وعنه يقول ابن تيمية: «هو الذي يقاتل لأجل العصبية والرياسة لا فى سبيل الله كأهل الأهواء مثل قيسٍ ويمنٍ»! ولئن ابتغيتم معرفةَ ما كتبتُه أعلاه في أمرِ فرادةِ :«ابن عقيل الظاهري» فيُمكِنكم أن تتأملوا ما خطّه بيمينِهِ أخيراً في مقالته: «الاختلاس من الوسم على الأديم» في الخميسِ الفارطِ13/11 عبر صحيفة الجزيرة إذ كتب الآتي: (والأمر الثاني: أنني لا أستبعد أن ذلك بإيحاء من يوسف القرضاوي المقدِّم للكتاب الذي ألجمتُ أباطيله في جريدة الشرق الأوسط.. وتقلُّباته في دين ربه تبعاً لسياسة معروفة جداً.. ويُقوِّي عدم استبعادي أنه عرَّض بي في مقالة له -ولم يجرؤ على ذِكْرِ اسمي – محقِّراً لي من غير تصريح إثر مقالة لي عن الابتداع والاتباع مُدَّعياً أن السلف هم أهل السنة من أهل الحديث، وأهل السنة والجماعة الأشعرية والماتُرِيدية، ولم يدر أنه لا سلف غير السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم المعروفين بأعيانهم عَدّاً وإحصاءً لأسمائهم ورواياتهم وفتاواهم، وهم القادة والفرسان في حروب الردة والفتوح المباركة، وأن من بعدهم مِمَّن يتحرى منهجهم: تابعون يُوزن اتباعهم بالإحسان.. ولقد كان القرضاوي حريصاً على مزيد مما يُسمَّى الحريق العربي إلا في سوريا فإنه شنَّع على المتظاهرين في الإمارات المُتَّحدة ضد النظام الطائفي الباطش، واتخذ أفراخ الباطنية وليجةً من دون الله.. والعجب أنه لا ينكر ما حوله بعد أن ذاق طعم المال والكساء والمركب، بل حضر جنازة تُشَيَّع بالموسيقى فلم ينكر؛ فهل يحلم أن جمهور المسلمين وعقلاءهم سيبايعونه أميراً للمؤمنين أو خليفة للمسلمين؟!) انتهى. أعيدوا قراءتَه مثنى وثلاث ورباع، ثّمَ دعوا عنكم ما يسوّده الأصاغر مِن الأحبار، ذلك أنّ الشمسَ إذا طلعت طارت الغربان!