قد أكون من أوائل الكتاب الذين كتبوا عن مخاطر الزيادة السكانية وطالبوا بضرورة توعية الشعب السعودي بأهمية وفوائد تنظيم النسل، من خمسة عشر عاما أو أكثر وأنا أكتب وأطالب بنشر الوعي بضرورة تنظيم النسل وواجهت معارضة شديدة ومساءلات ومصادرة، وأحمد الله أن فكرة تنظيم النسل صار لها قبول عند طبقات متعددة من المجتمع، كما ساهم في الدعوة لذلك عدد من الكتاب والأبحاث، صار الآن واضحا أضرار عدم تنظيم النسل، سواء من ناحية العناية والتربية أو المصاريف، بل إن كثيرا من المشايخ صاروا ينظرون له كضرورة، كلما تطور المجتمع نظر إلى المسألة بعقلانية وتقييم علمي وواقعي، فزيادة الأطفال عن ثلاث أو أربعة على الأكثر حمل ثقيل جدا، وأن المباهاة بنا يوم القيامة ليس بالكم ولكن بالكيف عملا، وكذلك الدول ليس بحجمها واتساعها ولكن بمواردها وقدرتها على تأمين مستوى معيشي مرتفع. صدر مؤخرا كتاب قيم من سلسلة «عالم المعرفة» التي تصدر في أبوظبي بعنوان «الانفجار السكاني والاحتباس الحراري» وفيه يعدد مؤلفه أضرار الزيادة السكانية على البيئة والكرة الأرضية بالأرقام والإحصائيات والبراهين العلمية، ويقول «إن الزيادة السكانية هي السبب الأول في فقدان المحيط الحيوي كثيرا من قدراته على تجديد نفسه لأن طلبات الإنسان من الموارد في تزايد مستمر»، ويبرهن على أن الاحتباس الحراري (الذي يهدد الأرض بالدمار) ما هو إلا نتيجة للزيادة السكانية، ومن أهم فصول الكتاب (التصحر نتاج للزيادة السكانية والتغيرات المناخية). إنني أدعو الجميع لقراءة هذا الكتاب (250) صفحة فهو من أهم الكتب التي صدرت بالعربية حول المخاطر التي تهدد حياتنا بيئيا ومعيشيا وحضاريا، وليت معارضي تنظيم النسل يقرأونه بتمعن وفهم.