عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية المثل الشائع هو: (ابعد عن الشر وغني له).. ونستطيع أن نقول بنفس الكلمات: ابعد عن التشاؤم وغني له أيضاً. فقد ثبت أن بعض الأمراض العضوية أصلها نفسي، والتشاؤم مرض نفسي قاتل، ولتجنب هذا المرض عليك أن تنظر إلى الجانب المشرق من الحياة، أن تنظر إلى النصف الملآن من الكوب، وليس إلى النصف الفارغ. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الشخص المتفائل طويل العمر، وأنه أكثر قدرة من الشخص المتشائم على العمل والإنتاج. والمتفائل شخصية ناجحة في علاقاته الاجتماعية، لأن الآخرين يحبون التعامل معها، ويفضلون صحبتها على الشخص المتشائم الذي ينظر إلى النصف الفارغ من الكوب. ولكن ما مواصفات الشخصية المتفائلة..؟ الباحثون يقولون إنها الشخصية التي ترى إمكانية المضي في الحياة بأقل قدر من المشاكل، وتعرف كيف تجعل من الأمور المعقدة أموراً بسيطة، وتستطيع أن تتجاوزها بسهولة. إنها شخصية تبدو سعيدة، بشوشة، وتملك الرغبة في مساعدة الآخرين دائماً. ولذلك فكما يقولون: إن الناس يفضلون التعامل مع الرجل السعيد، والمتفائل يؤثر في الآخرين كما يؤثر المتشائم أيضاً، ولكن المتفائل يجذب الناس إليه. ويرغبون دائماً في تقديم العون إليه، ويتمنون صحبته لأنه يمثل نموذجاً طيباً لكيفية التعامل مع الحياة، التي هي بطبيعتها معقدة، إنه يجعلها بسيطة، وممكنة. أما المتشائم الذي يشعر دائماً بالضيق والقلق والتوتر، فإنه شخصية ينفر منها الآخرون، ولا يفضلون التعامل معها، لأنها تجعل الحياة شيئاً بغيضاً، وتزرع اليأس فيمن حولها. مع ذلك فإن للتفاؤل حدودا، فالشخصية المتفائلة لها جانب سلبي أيضاً، فالمتفائل يميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عندما لا يحقق الهدف الذي يريده، كما أنه يحاول أن يهرب من المسؤولية، خوفاً من أن يقف موقفاً يستدعي العقاب أو اللوم. ومن الجوانب السلبية للمتفائل، رغبته الدائمة في الظهور بالشكل المثالي، حتى تزيد ثقته بنفسه. وذلك قد يعرضه لبعض المشاكل، عندما يعرض نفسه للمخاطرة في سبيل أن يظهر بالصورة المثالية لذلك عليه أن يتمهل قليلاً في تصرفاته. المسألة تحتاج لبعض التفكير، قبل الإقدام على عمل ما، هذا لا يعني أن المتفائل يضر نفسه دائماً، وبالعكس. إنه أقل ضرراً من الشخص المتشائم، إذا لم يبالغ في ثقته بنفسه أكثر من اللازم، إن خير الأمور الوسط، هكذا ينصحك الخبراء، فلا تكن متفائلاً بلا حدود ولا تكن متشائماً بلا حدود، تفاءل إذن من فضلك.