حادثة إطلاق النار على إحدى دوريات الأمن في أحد التقاطعات بشارع أحد بمحافظة القطيف من قبل أربعة من مثيري الشغب المسلحين، لا يمكن الخروج به عن إطار السلوك الإرهابي والجريمة الجنائية مكتملة الأركان، فهؤلاء الشباب من واقع ترصدهم للدورية وفتح النار على مَن فيها يؤكد تخطيطهم وترصدهم للأجهزة الأمنية، فقد سبق أن استهدف مثل هؤلاء الشباب مركزًا أمنيًا في ذات المحافظة، ولم يكن إطلاق النار على رجال الأمن هو الحادثة الأولى ولا أتوقع أن تكون الأخيرة طالما أن الفكرة الإرهابية لا تزال قائمة في عقول هؤلاء الشباب الصغار الذين تتم برمجتهم بأحقاد وأفكار غير واقعية وليست منطقية تتعارض مع فكرة اللحمة الوطنية واحترام السلطة الأمنية والسياسية. حادثة القطيف الأخيرة التي نتج عنها استشهاد الجندي أول حسين بواح علي زباني، وإصابة الجندي أول سعد متعب محمد الشمري، تؤكد أن الفعل الإرهابي مقيم في عقول هؤلاء، الذي يشذو عن اللحمة الوطنية، وبالتالي فإن المطلوب لمواجهة مثل هذا التحدي شدة أمنية وبأس لا يجرؤ معه كائنًا من كان على تحدّي رجال الأمن وسلطتهم في بسط الأمن في كل حي ومدينة، وفي ذات الوقت تطبيق منهج صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز «رحمه الله» في محاربة الإرهاب والإرهابيين حتى كفانا شرهم وغدرهم وانتهاكهم لحرمات الأنفس، فهؤلاء إرهابيون بامتياز وينبغي التعامل معها على هذا النحو حتى يمكن السيطرة على كل خارج على النظام أو مغرر به أو مخدوع. ينبغي أن يتم التعامل مع هذه الحالات الإرهابية بشدة وحزم يقطعان دابر المجرمين، فهذا الوطن أكبر من أن يهدّده شباب لا يعرفون قيم الوطنية ويهدرون طاقاتهم في ارتكاب الجرائم واستهداف رجال الأمن وتهديد الاستقرار والأمن الوطني والاجتماعي. لقد كسبنا وبفضل الله جميع معاركنا مع الإرهاب والإرهابيين، وستتواصل الانتصارات على هذه الفئة الإرهابية المجرمة لأن المبدأ لدينا سليم وهو التعايش في وطن آمن ومستقر ومبرأ من عبث هذه الفئة التي ضلّت بفهمها العدائي الذي استباح حرمات الآمنين والأبرياء، ولأن الحق مع الشهيد زباني وزميله الشمري فإن المعركة محسومة ولا شك، وينبغي أن يتم التعامل مع هذه الحالات الإرهابية بشدة وحزم يقطعان دابر المجرمين، فهذا الوطن أكبر من أن يهدده شباب لا يعرفون قيم الوطنية ويهدرون طاقاتهم في ارتكاب الجرائم واستهداف رجال الأمن وتهديد الاستقرار والأمن الوطني والاجتماعي. ولكي نحصد نتائج متكاملة تحاصر هؤلاء الشباب الذين فقدوا رشدهم وضلوا طريق الحق والوطنية السليمة، يجب أن يتواصل دور رجال الدين والنخب الفكرية والثقافية في تطوير وعي الشباب بأهمية الحفاظ على مكونات اللحمة الوطنية وعدم العبث باستقرار الوطن تحت أي ظرف وأيًّا كانت المبررات، لأنه أمام الوطن ليس ثمة خيارات كثيرة.. فهما خياران، إما مواطنًا صالحًا يفديه ويعمل بتجرّد وتفانٍ في بنائه وتنميته، أو مجرمًا يهدّده ويتوعّده فينبغي استئصاله واستبعاده من المعادلة الوطنية، وذلك منصف وعادل لأن الوطن لا يقبل القسمة على اثنين مطلقًا.